الحاجة إلى السلام هي حاجة عميقة في قلب الإنسان. وقد تذكر الأب رانييرو كانتالامسا، واعظ الدار الرسولية، في عظة زمن المجيء الأولى في الفاتيكان، نهاية الحرب العالمية الثانية في إيطاليا، حيث صدّع إعلان انتهاء الحرب أسوار الخوف والقلق والبؤس والجوع.
وقد شرح الأب الكبوشي أن للسلام وجوه كثيرة، وأن الوجه الأهم والأعمق هو السلام العامودي بين السماء والأرض.
واستشهد برسالة بولس إلى أهل روما حيث يقول: “فلما بررنا بالإيمان حصلنا على السلام مع الله بربنا يسوع المسيح، وبه أيضا بلغنا بالإيمان إلى هذه النعمة التي فها نحن قائمون، ونفتخر بالرجاء لمجد الله” (روم 5، 1 – 2).
لماذا السلام العامودي مهم؟ لأنه ركيزة السلام بين البشر ومع الخليقة بأسرها.
والسلام موضوع محوري في سر التجسد لأنه “هبة الله في يسوع المسيح.
السلام الذي يهبه الرب هو سلام يزيل الدينونة. فبعد خطيئة الإنسان، وافاه الله بمشروع خلاصي يزيل مفاعيل الخطيئة.
السلام بحسب دينيسيوس الأريوباجي هو أحد أسماء الله، وأحد الأناشيد الليتورجية يهتف نحو الله: “أيها الثالوث الطوباوي، محيط السلام”.
في فكر الإنسان، هناك دومًا منطق أنه يجب أن يفعل شيئًا ليرضي الله، أما المسيحية فقد بينت أن الله هو من يفعل شيئًا للمصالحة مع الإنسان.
ثم شرح الأب كانتالامسا أن هبة السلام والمصالحة مع الله التي نتلقاها جوهريًا، يجب أن تحول رويدًا رويدًا علاقتنا مع الرب على الصعيد النفسي والمعاش.
زينيت