الثلاثاء من الأسبوع الثاني من زمن الصوم
ولَمَّا قَدِمَ كِيفَا إِلى أَنْطَاكِيَة، قَاوَمْتُهُ مُوَاجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِقُّ اللَّوْم. فقَبْلَ أَنْ يَجِيءَ أُنَاسٌ مِن عِنْدِ يَعْقُوب، كَانَ يُؤَاكِلُ الوَثَنِيِّين. وَلَمَّا جَاؤُوا أَخَذَ يَنْسَحِبُ ويَتَنَحَّى، خَوْفًا مِن أَهْلِ الـخِتَانَة. وجَارَاهُ سَائِرُ اليَهُودِ في مُحَابَاتِهِ، حتَّى بَرْنَابَا نَفسُهُ انْجَرَّ بِمُحَابَاتِهِم. ولـكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُم لا يَسْلُكُونَ مَسْلَكًا مُستَقِيمًا، بِحَسَبِ حَقِيقَةِ الإِنْجِيل، قُلْتُ لكِيفَا أَمَامَ الـجَمِيع: “إِنْ كُنْتَ، وأَنْتَ يَهُودِيّ، تَعِيشُ كَالأُمَمِ لا كَاليَهُود، فَكَيفَ تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَعيشُوا كَاليَهُود؟”. نَحْنُ بِالطَّبِيعَةِ يَهُود، لا خَطَأَةٌ مِنَ الأُمَم. ولـكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لا يُبَرَّرُ بأَعْمَالِ الشَّريعَة، بَلْ بِالإِيْمَانِ بيَسُوعَ الـمَسِيح. لِذلِكَ آمَنَّا نَحْنُ أَيْضًا بِالـمَسِيحِ يَسُوع، لِكَي نُبَرَّرَ بِالإِيْمَانِ بِالـمَسِيح، لا بِأَعْمَالِ الشَّريعَة، لأَنَّهُ مَا مِن بَشَرٍ يُبَرَّرُ بِأَعْمَالِ الشَّرِيعَة. فإِنْ كُنَّا، ونَحنُ نَسْعَى أَنْ نُبَرَّرَ في الـمَسِيح، قَد وُجِدْنَا نَحْنُ أَيْضًا خَطَأَة، فهَلْ يَكُونُ الـمَسِيحُ خَادِمًا لِلخَطِيئَة؟ حَاشَا!
قراءات النّهار: غلاطية ٢: ١١-١٧ / متّى ٧: ١-١٢
التأمّل:
يوضح هذا النصّ ما جرى من مداولاتٍ في الكنيسة الأولى حول تحرّر الكنيسة من بعض العادات اليهوديّة التي لا ترتبط بالإيمان الجديد خاصّةً لمن يؤمنون من الأمم!
شهدت هذه المرحلة رأيين فقسمٌ أراد إلزام الأمم بتقاليد اليهود وقسمٌ دعا لعدم فرضها عليهم.
في مجمع أورشليم، عام ٤٤ م، تمّ الاتّفاق على دعوة الأمم أن يَمْتَنِعُوا “عَنِ الأَكْلِ مِنَ الذَّبَائِحِ النَّجِسَةِ الْمُقَرَّبَةِ لِلأَصْنَامِ، وَعَنِ ارْتِكَابِ الزِّنَى، وَعَنْ تَنَاوُلِ لُحُومِ الْحَيَوَانَاتِ الْمَخْنُوقَةِ، وَعَنِ الدَّمِ”! (أعمال الرّسل ١٥: ٢٠).
مذّاك، انطلقت الكنيسة في مسيرتها التي تضع الشريعة في خدمة الإنسان لا العكس!
الخوري نسيم قسطون
أليتيا