نظم مركز جيل البحث العلمي في مدينة طرابلس وعلى مدى يومين، مؤتمره الدولي السادس عشر تحت عنوان “الأرغونوميا التربوية”، في فندق كواليتي – ان بطرابلس، برعاية الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية UNSCIN وبالتعاون العلمي مع مختبر العلوم المعرفية في جامعة فاس (المغرب)، وكلية التربية في جامعة واسط (العراق).
وترأست المؤتمر الأمينة العامة للاتحاد رئيسة مركز جيل الدكتورة سرور طالبي المل، كما شارك فيه مدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية البرفسور عبد الحكيم الغزاوي وأساتذة وباحثون ومديرون من مؤسسات جامعية وتربوية عدة حكومية وخاصة من داخل لبنان وخارجه.
وتوزعت أعمال المؤتمر على أربع جلسات وورشتين علميتين، سلطت الضوء على العوامل التربوية التي تبني مؤسسات تعليمية فاعلة ومنظومات تربوية متطورة.
وتشكلت لجنة لتوصيات المؤتمر ضمت الدكتورة سرور طالبي المل، والدكتور صالح نهير الزاملي، من جامعة واسط – العراق، الدكتور بنعيسى زغبوش من جامعة فاس -المغرب، الدكتور عبد الحكيم الغزاوي الجامعة اللبنانية بطرابلس، الدكتور مصطفى بوعناني من جامعة قطر،الدكتورة رنا بخيت من جامعة الجنان، الدكتور عبد المنعم عبد الوهاب من البصرة – العراق، الدكتورة فداء إبراهيم المصري من الجامعة اللبنانية، الدكتورة ليال عبد السلام الرفاعي من الجامعة اللبنانية، الدكتورة وصال حلبي من الجامعة اللبنانية، الدكتور وانس يسمينة من جامعة مولود معمري تيزي وزو – الجزائر وابتهال محمد زكي حسن من البصرة – العراق.
نتائج
وقد خلصت لجنة التوصيات إلى مجموعة من النتائج، ورأت أن جوهر عملية التعلم هو الفرد (المعلم وتفاعل المتعلم)، فمن المفيد والضروري التدخل المريح لبيئة العمل من أجل التصميم الجيد والتصحيح لزيادة فعالية التعليم وتحسين نتائجه. وأن الأرغونوميا التربوية، أي الاهتمام بالمحيط التربوي وبأدوات وعتاد التعليم وبالراحة الجسدية والنفسية لكل من المعلم والمتعلم، تحقق إنجازات ونتائج علمية تعليمية نوعية وأكيدة، كما تضمن صحة وسلامة وراحة المعلمين والمتعلمين، بالإضافة إلى التفاعل الفعال بينهم وبين الأدوات التي يستخدمونها. وأن غياب وافتقار للمعايير الأرغونومية في معظم المؤسسات التربوية والتعليمية العربية، لا سيما الحكومية، قد انعكس سلبا على مستوى التعليم في الوطن العربي وعلى أداء المعلمين والقدرات الذهنية للمتعلمين وحد من إمكانياتهم المعرفية وانتاجياتهم العلمية”.
توصيات
واستنادا إلى هذه النتائج، توصلت اللجنة إلى صياغة جملة من التوصيات أكدت على ضرورة تطوير الأنظمة التربوية العربية وتفعيل تطبيق الأرغونوميا في مجال التصميم الهندسي للمؤسسات التعليمية ولعتاد التدريس وبرامج التكوين والتدريب والبرامج التعليمية. وعلى ضرورة الاهتمام بالمحيط التربوي وتوفير السياق الملائم لإنجاح العملية التعليمية التعلمية بدءا من اختيار مواقع بناء المؤسسات التعليمية، ثم التصميم الهندسي لقاعات التدريس وتحسين الظروف الفيزيقية المختلفة: التأثيث بمستلزمات ملائمة تتحدد نوعيا بطبيعة الألوان والأضواء المناسبة، التهوية، التجهيز بالزجاج المزدوج الكاتم للصوت، وبمعدات الوقاية من الحرائق.
وشددت على ضرورة تعزيز تفاصيل الولوجيات والإمكانات اللوجيستية ارتباطا بما أفرزته نتائج البحث النفسي والتربوي التي يبقى من أهم ثوابتها النظرية المعرفية: “التصور العالمي للتعلم” Universal Design For Learning وعلى ضرورة ابداء إهتمام خاص بالبرامج التربوية وتحديد المشكلات الإجرائية فيها وتحديد العيوب التي تشوبها وإزالتها وتصميمها من قبل المختصين والممارسين وفقا للمعايير الأرغونومية الحديثة، وتأهيل وتدريب الهيئة التعليمية والإدارية عليها.
وشددت على ضرورة ابداء إهتمام خاص بذوي الاحتياجات الخاصة وتجهيز المؤسسات التعليمية بمستلزمات تضمن استقبالهم واندماجهم، وضرورة تفعيل نظم الهندسة الفاعلة للموارد البشرية عبر توزيع أفراد الهيئة التعليمية في المؤسسات التعليمية وفقا للكفاءة ولإمتيازاتهم بالقدرات العلمية الأكاديمية، وحسب ما يتلاءم مع مؤهلاتهم وخبراتهم التعليمية، وتخفيف نصابهم لترك المجال لهم للابداع. وضرورة وضع نظام قانوني للمدارس الخاصة والحكومية مع ضرورة الزامها بدفاتر شروط تتفق مع المعايير الارغونونيةالحديثة.
ورأت ضرورة إثارة الاهتمام على أوسع نطاق بميادين الأرغونوميا التربوية وتوجيه البحث العلمي نحو تطبيق مبادئها، وتكوين باحثين متخصصين فيها. وضرورة تكثيف الأبحاث حول طريقة عمل الدماغ لفهم كيفية تعلمه، وبالتالي تعليم المتعلم وفق طريقة تعلم دماغه، كما يجب تكثيف البحوث حول علم الأعصاب التربوي (النوروتربية) وعلم الأعصاب الديدكتيكي (النوروديداكتيك).
وإقترحت مواصلة عقد ندوات ومحاضرات ومؤتمرات متخصصة ودورات تدريبية في مناطق متعددة من الوطن العربي لنشر الوعي بأهمية توفير المعايير الأرغونومية التربوية وأهميتها في زيادة معدل الإنتاجية للمعلم وللمتعلم في آن معا ورفع توصيات هذا المؤتمر إلى الجهات المعنية، ونشرها على نطاق واسع من خلال الصحافة والإعلام، ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
وختم الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية ومركز جيل البحث العلمي بدعوة جميع المشاركين في هذا المؤتمر وأعضائهم ومتتبعيهم، مواصلة البحث ونشر المقالات والدراسات المتخصصة. وبناء على توصيات لجنة الصياغة بالمؤتمر ستنشر أعمال هذا المؤتمر ضمن سلسلة أعمال المؤتمرات الصادرة عن مركز جيل البحث العلمي.
وطنية