رعى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي مؤتمرا متخصصا حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الدمج والتوظيف، انعقدت جلساته على مدى يوم كامل في قاعة المرحوم الحاج مصباح البزري في القصر البلدي في صيدا، بتنظيم من جمعية “نبع” بالشراكة مع منظمة “يوهانتر” الألمانية، بدعم من الوزارة الإتحادية الألمانية للتنمية والتعاون الإقتصادي.
حضر المؤتمر ممثل الرئيس فؤاد السنيورة المهندس طارق بعاصيري، ممثلة النائبة بهية الحريري ومؤسسة الحريري معادن الشريف، ممثلة منظمة “يوهانتر” أنيتا مولر، نائب رئيس بلدية حارة صيدا أحمد الجبيلي، عضوا المجلس البلدي المهندس علي دالي بلطة ونزار الحلاق، منسق عام تجمع المؤسسات الأهلية في منطقة صيدا ماجد حمتو، ممثلون عن اللجان الشعبية الفلسطينية لقوى التحالف الفلسطينية ولمنظمة التحرير الفلسطينية وممثلون عن مختلف الهيئات الخيرية والرعائية ومؤسسات مصرفية وإنسانية.
وكان في استقبالهم مدير عام جمعية “نبع” الدكتور قاسم سعد ومنسق المشروع علي سلام، ومنسق البرامج رائد عطايا ومديرة الجمعية في صيدا هبة حمزة.
السعودي
بداية النشيد الوطني، فالنشيدان الفلسطيني والألماني، ثم تقديم من عريفة المؤتمر آيه جياب وكلمة راعي المؤتمر السعودي الذي قال: “ان التصنيف العلمي الحديث للبعض على انهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليس ابدا انتقاصا لهم في انسانيتهم، بل على العكس، هو امتحان لنا في انسانيتنا ومدى قدرتنا على ان نطلب منهم ما هو بوسعهم وضمن قدراتهم الانتاجية، ولا نجعل ظروفهم الشخصية عائقا امامهم في ان يكونوا افرادا فاعلين في المجتمع. حتى ان التجربة أثبتت ان الكثيرين منهم ليسوا فقط مؤهلين بل حقيقة متميزين في مجالات اختصاصهم ويتفوقون بها على منافسيهم”.
أضاف: “رحلة الاهتمام بذوي الحاجات الخاصة تبدأ منذ الخطوات الاولى، من التربية المنزلية ومن ثم في المدرسة والتعليم الجامعي، بالتوازي مع تأهيل المرافق العامة لاستقبالهم سواء كمواطنين أو كموظفين. ولا شك ان لدى هذه الشريحة من مجتمعنا قدرات هائلة على الانتاج، وعدم فتح المجال امامهم هو خسارة على المستوى الاقتصادي والانتاجي. والاهم من ذلك كله، هو خسارة لنا في امتحان الانسانية”.
سعد
بدوره، أوضح مدير عام “نبع” أن هدف المؤتمر “إيجاد مناخ متضامن ومتفهم لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتكيف المجتمع وبنيته التحتية لحاجاتهم وأيضا لدمجهم وتوظيفهم لخدمة المجتمع”.
مولر
من جهتها، أعربت ممثلة “يوهانيتر” عن سعادتها “لانعقاد المؤتمر في قاعة بلدية صيدا”، مثنية على ما تقوم به البلدية من “تهيئة البنى التحتية والخدمات لتتناسب مع شريحة أصحاب ذوي الإحتياجات الخاصة”.
الجلسات
ثم عقدت جلسات المؤتمر، فتحدث في الاولى منها منسق هيئة الإعاقة الفلسطينية الدكتور جمال الصالح عن واقع الأشخاص ذوي الإعاقة في المخيمات الفلسطينية وخارجها، ثم المدير التنفيذي لجمعية “مساواة” قاسم صباح عن الاعاقة والعمل ونظرة تاريخية حول عمالة الاشخاص ذوي الاعاقة. تناول بعده جان مخول بإسم “تجمع المؤسسات الاهلية في صيدا” موضوع حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة في الدمج والتوظيف والعمل ودورهم في الدورة الاقتصادية.
ثم عقدت الجلسة الثانية وتحدث فيها: رائد عطايا عن السياسات والممارسات المتعلقة بالاشخاص ذوي الاعاقة، عضو المجلس البلدي المهندس علي دالي بلطة الذي عرض تجارب ناجحة لبلدية صيدا في العمل مع الاشخاص ذوي الإعاقة، وجودي الخطيب عن دور الأونروا في الدمج.
التوصيات
واختتم المؤتمر بتوصيات أعلنتها المقررة بهيجة أبو حميد، دعت الى “إنشاء هيئة مستقلة تضم ممثلين عن الحكومة اللبنانية والحكومة الفلسطينية ووكالة الأونروا تعنى بشؤون المعوقين وإحتياجاتهم ودمجهم ومتابعة تأمين فرص عمل ووظائف لهم. كما دعت الإدارات والبلديات على اختلافها لتطويع البنى التحتية وتنظيم الشوارع والأرصفة لتسهيل تنقل أصحاب ذوي الإحتياجات الخاصة وتمكينهم من حقهم بالدمج والوظيفة، واعتبار ما تقوم به بلدية صيدا نموذجا رائدا في هذا المجال”.
واوصت ب”إنشاء عيادات خاصة تعنى بشؤون المعوقين وبخاصة الإعاقات الذهنية، وتنفيذ برامج إجتماعية خاصة بأصحاب الإحتياجات الخاصة تشترك فيها كافة هيئات ومؤسسات المجتمع المدني والرسمي، وإقامة المعارض وكل ما يظهر إبداعات المعوقين الإنسانية والفكرية والإنتاجية، وكذلك تنظيم ورش عمل مختلفة يتبوأ فيها أصحاب الإحتياجات الخاصة مراكز الإدارة والقرار والمشاركة، إستمرار التدريب المهني وتكثيف البرامج الخاصة بالمعوقين لتطويرهم وجعلهم منتجين وفاعلين في المجتمع، وتأمين فرص عمل للمعوقين تناسب قدراتهم الجسدية والذهنية، وبالتالي تشجيع المعوقين على الإستثمار من خلال تمكينهم من فتح وإدارة مؤسسات صغيرة منتجة”.
وطنية