افتتح “معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في جامعة البلمند”، برعاية بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي مؤتمره حول “دور الاشخاص المعوقين ومكانتهم في الكنيسة والمجتمع”، في قاعة البطريرك اغناطيوس الرابع في معهد اللاهوت، في حضور الارشمندريت يعقوب الخوري، رئيس معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي الاب بورفيريوس جرجي، الامين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط الاب ميشال جلخ، المدير التنفيذي للشبكة المسكونية لمناصرة الاشخاص المعوقين فادي حلبي، شخصيات وحشد من الكهنة وطلاب اللاهوت.
استهل المؤتمر بصلاة ثم كلمة ترحيب وتعريف من الاب الدكتور بسام ناصيف، ثم القى الاب جرجي كلمة البطريرك اليازجي، وجاء فيها: “يدعونا الله الى شركة محبته، محبة تخترق حواجز البشر، محبة تستمد عزمها من حياة الثالوث القدوس، من المحبة المتبادلة بين الاقانيم الالهية، وقد استعلنت هذه المحبة بشكلها الاجلى على الصليب”.
وتابع: “قولنا الصليب في حياتنا هو خير تعبير عن قبولنا لمحبة الله وعن سعينا لنشر هذه المحبة بين البشر، كل حاملي صليب هو ايقونة، هو ايقونة المسيح الذي انتصر بالصليب على العدو الاخير”.
واضاف: “نشاطكم اليوم يعز علينا لانه اضاءة على اخوة حاملين صليب المسيح في الاعاقة، وهم من خلال مثابرتهم يعكسون لنا نور الرجاء الذي وحده يعزينا في هذه الازمنة الصعبة. الازمنة التي نعيش فيها والتي تقول لنا ان البقاء هو للاقوى. نواجهها نحن بقول الرب للرسول بولس تكفيك قوتي لان قوتي في الضعف تكمل. قوة المسيح التي تنسكب على ضعفنا هي التي تعطي معنى لحياتنا لانها تجعلنا ابناء الله وشهودا لقيامة المخلص”.
وختم، مرحبا بالجميع في البلمند “من هذا المكان المقدس والقلب النابض بالمحبة”.
واشار جلخ في كلمته الى “ان مجلس الكنائس يؤيد ويدعم هذا النوع من المؤتمرات المتخصصة، التي تتيح لطلاب اللاهوت ورؤساء كنائس الغد صياغة قضية الاشخاص المعوقين وفق مقاربة شاملة تسمح لهم تادية دورهم على اكمل وجه في اطار الحياة الكنسية والرعوية والاجتماعية والمهنية”. ولفت النظر بالقول “يوم تتسلمون المسؤوليات الكنسية عليكم ان تكونوا مدركين وروادا في كيفية التعاطي مع هذه الفئة من الناس بمسؤولية ونضج، بعيدة من الاحكام المسبقة والتعاطي بشفقة او بطريقة تهمش هؤلاء الاشخاص بدلا من دفعهم للاندماج الكامل في الكنيسة والمجتمع”.
وفي قراءة نقدية للوثيقة اللاهوتية “كنيسة الكل للكل” بشكل مفصل ومستفيض، اكد الاب بورفيريوس جرجي “ان الوثيقة في بابها تحديات تواجه اللاهوت تنطق باسم الجميع حين تسطر بالنسبة الينا نحن المسيحيون ان صليب يسوع رمز للحياة. عندما صار الكلمة جسدا اتخذ جسد الانسانية المكسور. حتى عندما قام المسيح من الموت، قام مع الجروح التي تحملها على الصليب. وعندما اعترف القديس بولس بشوكته الخاصة في الجسد، تم الكشف له ان قوة الله يكملها الضعف”.
وشدد على انه “قبل عجائب الشفاء في الانجيل، كانت ربما القصة الاولى عن سماع كلمة الله عبر الاعاقة هي مثل مشكلة النطق عند موسى. وهذا مثل عن شخص لديه اعاقة خاصة اختاره الله مع اعاقته ليكون قائدا”.
وتطرق الى العشاء الاخير حيث “تتكرر كلمات المسيح وهو يحمل امامنا، لاجل حياة العالم، جسده المتضرر والمعوق – خذوا كلوا هذا هو جسدي الذي يكسر لاجلكم”.
واعتبر “ان هذا الكلام يختصر كل مقاربة لاهوتية مسيحية لموضوع الاعاقة”.
واشار المدير التنفيذي للشبكة المسكونية لمناصرة الاشخاص المعوقين فادي حلبي الى ان بيان الوثيقة مرحلي، وهو محاولة جديدة وعميقة لاثارة مواضيع لاهوتية.
وراى “ان المؤتمر يفتح بابا للنقاش والحوار المستمر لكتابة الوثيقة الجديدة هبة الوجود”.
وتناول الاب انطوان عوكر الاعاقة والبعد اللاهوتي، الكنسي والرعوي، مستعرضا سبل العمل المناسب امام الاعاقة في العهد الجديد.
وتطرق الى صليب يسوع ومعضلة الشر، متوقفا عند مفهوم الكنيسة ومسالة الاعاقة ودمج المعوقين عملانيا، مشددا على “ضرورة ادخال المعوق عمليا في حياة الرعية.
وفي الختام، عرض مثل السامري الصالح.
وكان لعب ادوار مع فادي الحلبي، ثم حوار.
وطنية