افتتحت كلية الآداب والعلوم الإنسانية – قسم اللغة الفرنسية وقسم الهندسة المعمارية في جامعة بيروت العربية، صباح اليوم مؤتمرها “رؤية الحداثة للثقافة في المجتمعات المعاصرة”، في قاعة جمال عبدالناصر في الجامعة، وذلك بالتعاون مع السفارة السويسرية وبدعم مادي من المعهد الفرنسي في بيروت.
حضر الافتتاح الأمينة العامة لليونسكو الدكتورة زهيدة درويش، رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور جلال عدوي، سفير سويسرا فرنسوا باراس وعدد من عمداء الجامعة والأساتذة وملحق التعاون في المعهد الثقافي الفرنسي في بيروت الدكتور ماتيو ويفر، وطلاب واساتذة من الجامعة اللبنانية وجامعة الكسليك.
بداية النشيد الوطني فنشيد جامعة بيروت العربية، ثم فيلم قصير عن الجامعة والإختصاصات فيها.
اسكندراني
ثم ألقت منسقة المؤتمر رئيسة قسم اللغة الفرنسية في الجامعة الدكتورة فادية اسكندراني كلمة قالت فيها: “لكل هذه التغيرات التي حصلت في العالم تداعيات سلبية وإيجابية”، مشيرة الى “المشاكل المتعلقة بالهوية والثقافة وما تحمل في بعض جوانبها من انحرافات”. وعددت محاور المؤتمر “التي تعكس اهتمامنا عن تأثير الحداثة على الثقافة بكافة فروعها”.
ويفر
واعرب الدكتور ويفر كلمة عن سعادته بدعم المعهد لكل الأنشطة الثقافية في سبيل دعم اللغة الفرنسية، وقال: “ان موضوع الندوة عن الثقافة في المجتمع المعاصر مهم لنا، ونحن نريد للفرنكوفونية ألا تصبح بائدة، بل أن تجسد التطورات في العالم”.
ورأى ان “الثقافة والادب الفرنكوفينيين هما ناقلتان للثقافة في العالم”، لافتا الى “ان موضوع الثقافة المعاصرة كانت أبرز نقاشات مؤتمرنا الشهر الفائت في بيروت”. وأكد السعي لدعم الادب الفرنسي، مشيرا الى انه هناك التفاتا اكثر الى الأدب العالمي وخصوصا الأدب الفرنسي”.
واشار الى الترابط بين الثقافات الفرنكوفونية والمجتمع اللبناني، مركزا على الجوانب المعاصرة، واعتماد أنشطة المسرح والفنون والموسيقى والعمارة وغيرها.
وكشف عن انشطة معاصرة ستقام في أيلول المقبل منها الرسم على الجدران وموسيقى الهيب هوب، مشيرا الى ان شعار المعهد الفرنسي الجديد هو “ان نعيش الثقافات”.
خلف
وألقت ميراند خلف كلمة المدير الإقليمي لمكتب الشرق الأوسط في الفرنكوفونية في بيروت ايرفيه سايورين، مشيرة الى ان المكتب “يدعم الثقافة ويشدد على العلاقة بين الثقافة والمجتمع، ويساهم في نشر احترام التنوع الثقافي واللغوي والإسهام في التعاون مع الجامعات الفرنكوفونية”.
واوضحت “ان المكتب في بيروت يضم 59 مؤسسة ومنها جامعة بيروت العربية”، وقالت: “ادراكا منا لدور جامعة بيروت العربية في مجال الفرنكوفونية ساهمنا في مساعدتها وقد استطاعت تعزيز هذه الثقافة الفرنسية”، موجهة التحية الى قسم الأداب في الجامعة بشخص الدكتورة اسكندراني.
النيال
من جهتها، اكدت عميدة كلية الأداب في جامعة بيروت العربية الدكتور مايسة النيال “ان التنوع هو قوتنا، وهذا عنوان التنوع الثقافي في العام 2000، وهذا هو مؤتمرنا الرابع الذي نقيمه في الجامعة”.
وقالت: “الثقافة هي هوية المجتمع، ونحن بحاجة الى الترويج للجوانب المختلفة في ثقافتنا. وهذا المؤتمر هو احتفال بثقافتنا وتجسيد لتنوعنا”.
العدوي
اما رئيس الجامعة الدكتور العدوي، فشدد على “ضرورة تكريس الوقت للثقافة والاعلام بعد ان ارخت وسائل التكنولوجيا بظلالها على ثقافة هذا العصر”. وقال: “من المهم إدراك التنوع الثقافي، ولولاه لما أمكننا مواجهة التحديات الماثلة أمامنا”، داعيا الى التركيز على الثقافة والمجتمع المعاصر، مؤكدا ان الثقافة تجمعنا.
باراس
وأثنى السفير السويسري على علاقة السفارة بالجامعة، معربا عن سروره للمشاركة في الندوة مشيرا الى أهميتها بالنسبة لسويسرا المتعددة الثقافات.
وشدد على السعي للارتقاء بالفرنكوفونية وعلى تعزيز العلاقة مع لبنان، معتبرا انها فرصة له في ان يكون في هذه المدينة المتعددة اللغات، فهي مدينة تنعم بحرية التعبير والإبتكار في خضم الإضطربات في المنطقة، مشيرا الى الى العلاقات الدبلوماسية والثقافية بين البلدين على مدى التاريخ.
ولفت الى زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني الى الولايات المتحدة الاميركية حيث أهداه الأميركيون إناء إيرانيا، ما يعني ان الهدية تعبر عن تكريم الأفراد وعن عربون ثقافة. أما الديبلوماسية فهي عمل يومي وإدارة العلاقات الدولية بوسائل تمت تنميتها عبر قرون، وأدواتها من خلال السفارات والقنصليات، وكذلك الزيارات والمؤتمرات.
وأضاف: “على الديبلوماسي أن يدافع عن مصالح دولته وإيجاد المساحة المشتركة بين الدولتين”، وأكد ان “الثقافة ادت دورا أساسيا في هذا المجال ولها تنوعات متعددة”.
وأشار الى “القوة المخملية والقوة غير المخملية “الأولى هي سياسة ممارسة التأثير والثقافة تنضوي في هذا الباب والثانية هي الحظر والعقوبات”، لافتا الى “اختصاص جديد أطلقناه وهو الثقافة الديبلوماسية”.
وقال: “أحببنا أم لم نحب سياسة الولايات المتحدة الاميركية، لكن لديها جامعة هارفرد ولديها قوة مخملية تكتسح العالم”. ولفت الى “ان الديبلوماسيون في العالم اليوم يلتقون في الاماكن الواسعة والمكشوفة على عكس ما كانوا عليه سابقا”.
وتحدث عن الدبلوماسية الخاصة والدبلوماسية السرية خلف الكواليس والدبلوماسية العامة التي تجعلنا نشارك في الأنشطة العلنية. وقال: “ان على الدبلوماسي ان يكون في قلب المجتمع ويؤدي دورا ثقافيا”، مشيرا الى “دور السفارة السويسرية في بيروت وشعارها ان تكون الثقافة واجهتها”.
وأعطى لمحة عن الواقع في سويسرا لجهة تنوع لغاتها وثقافاتها وعلاقتها بأوروبا والعالم، وكبلد لجوء للأجانب، مثنيا على دورهم في تقدم سويسرا، نافيا وجود مخاوف من الاجانب “عكس ما يحصل في فرنسا”.
ووصف سويسرا بأنها “بلاد مندمجة في القرن الحادي والعشرين”، كاشفا عن ان “ثلث الشباب في سويسرا يدرسون في الجامعات في حين ان الباقي يتجهون الى المهن”.
وأعلن عن مؤتمر سيعقد غدا في الجامعة اليسوعية حول كاتب سويسري من القرن التاسع عشر ونحن شركاء فيه، كما اننا شركاء في مهرجانات فنية في بيروت والنبطية وصور.
وختم مؤكدا “ان عمل الدبلوماسية قديم، وهدفه خدمة مصالحنا وتعزيز العلاقة مع لبنان، وقد واكبنا التطورات منذ ثلاثين عاما، كما ان الدبلوماسي الذي يريد أن ينجح عليه أن ينزل من برجه العاجي وأن يختلط بالناس وبالأنشطة العامة”.
وطنية