نظم مركز الشرق المسيحي للبحوث والمنشورات التابع لجامعة القديس يوسف، مؤتمرا دوليا عن “التنشئة المسيحية (المعمودية) في الشرق الأدنى في العهد البيزنطي الأول والعصور الوسطى”، بالتعاون مع المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، في حضور رئيس الجامعة سليم دكاش، مدير المركز الأب روني الجميل وحشد من الاختصاصيين والمهتمين، في اوديتوريوم فرانسوا باسيل في حرم الابتكار والرياضة – طريق الشام.
واستضاف المؤتمر 5 مسؤولين عن بعثات مختلفة للتنقيب عن الآثار، من بينهم البروفسور سوديني من الأكاديمية الفرنسية للكتابات والآداب الجميلة، أتوا من فرنسا ليغنوا النقاش في هذا الموضوع بنتائج خبراتهم.
يأتي موضوع المؤتمر وتوقيته بعد أن تكاثرت في السنوات الماضية الاكتشافات الأثرية الخاصة بالمعمودية في العصور المسيحية الأولى في منطقة الشرق الأدنى (أجران المعمودية، الكتابات، الأيقونات)، وبعد أن ارتكزت الأبحاث السابقة على الوثائق المكتوبة وحسب، من أجل كتابة التاريخ الليتورجي لأسرار التنشئة المسيحية. إذ يجد علماء الآثار صعوبة كبيرة في تفسير الآثار الباقية إذا ما استندوا فقط إلى كتابات آباء الكنيسة أو الوثائق القانونية حول المعمودية.
في الوقت نفسه، يلاحظ أن الإيقونوغرافيا تعتمد في معظم الأحيان على هذا التقليد المكتوب، لكنها باتت في يومنا هذا معروفة أكثر في الشرق، ويعود الفضل في هذه المعرفة إلى جهود الباحثين اللبنانيين.
وتطرق المؤتمرون الى جوانب عدة من الموضوع ولم تغب الأحداث الحالية عن الاهتمامات العلمية. فتاريخ المسيحية في الشرق الأدنى، التي عرفت ازدهارا كبيرا بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين، وبعدهما ما لبثت أن تحولت إلى مقاومة عنيدة في وجه خطر الاندثار، لا تنفك تقدم مجالات واسعة للتفكير، برغم ما يرشح عنها من تباين وتمايز على المستوى المناطقي. كما أن حماية التراث السوري المهدد، خاصة من خلال حماية موقع مار سمعان العمودي، تبقى في كل ذهن وفكر.
نظم هذا المؤتمر الدولي بمساندة معنوية ومادية من قبل السفارة الفرنسية والوكالة الجامعية للفرنكوفونية واختتمت أعماله بزيارة أماكن أثرية مختلفة.
وطنية