وطنية – عقد لقاء الكليات والمعاهد الجامعية الدينية في لبنان بالشراكة مع معهد أديان مؤتمرا حول “الآخر في التعليم الديني الجامعي في لبنان” في جامعة الحكمة – فرن الشباك – بيروت، بمشاركة أكثر من ثمانين شخصا من عمداء كليات وأساتذة وطلاب.
فرشوخ
بعد النشيد الوطني، افتتح رئيس اللقاء وعميد كلية المقاصد الدكتور أمين فرشوخ بكلمة دعا فيها إلى “التفاؤل والعيش مع الآخر الذي هو ضروري لأعرف نفسي ولأحيا المحبة في علاقتي معه”. وقال: “نحن في الشرق وفي لبنان الأقرب إلى إعطاء هذا النموذج الغني والقدوة، وقد سمعنا بالأمس قداسة البابا فرنسيس يعلن أن الحوار بين الأديان ضرورة لا ترف، وظهر هذا جليا في خطبة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الافتتاحية لعهده، وفي بيان جمعية المقاصد في إعلان بيروت للحريات الدينية، وفي لقائنا الأخير مع سماحة السيد العلامة علي فضل الله”.
وأثنى فرشوخ على “التعاون في تنظيم هذا المؤتمر مع مؤسسة أديان ومعهدها العاملة في مسيرة فكرية وروحية وعلمية لغاية هي التضامن المؤسس على الوعي والشفافية والمسؤولية والإيمان بالأخوة الإنسانية والرحابة الإلهية”، مشيدا “بالنجاحات المميزة التي حققتها المؤسسة في السنوات الأخيرة”.
شلفون
ثم تحدث رئيس جامعة الحكمة الأب الدكتور خليل شلفون الذي أكد أن “جامعة الحكمة منذ تأسيسها من 140 سنة حملت رسالة التلاقي والعيش معا الذي يبدأ ويترسخ على مقاعد الدراسة بين الطلاب على اختلاف انتماءاتهم”. وعبر عن سروره باستضافة جامعة الحكمة للقاء الكليات والمعاهد الدينية الذي كان عضوا مؤسسا فيه ويؤمن بأهميته وضرورة تفعيله “ليبقى مساحة للتلاقي والتفاعل وتبادل الخبرات بين المؤسسات والطلبة”.
وطلب رئيس الجامعة من الحضور الوقوف دقيقة صمت عن أرواح جميع شهداء العنف والإرهاب من برج البراجنة إلى فرنسا والعالم”.
ضو
وافتتحت الفعاليات العلمية للمؤتمر بمحاضرة لرئيس مؤسسة أديان الأب البروفسور فادي ضو عن “الآخر في الفكر الديني واللاهوت المسيحي”. استهل كلمته بالتأكيد على “أهمية الشراكة في هذا المؤتمر بين معهد أديان ولقاء الكليات والمعاهد الدينية في لبنان”. وعرض عمل أديان مع المؤسسات الدينية الرسمية في لبنان على مشروع “التربية الدينية على قيم المواطنة”، الذي يتم بالشراكة مع مؤسسة دانميسيون الدنماركية وبدعم من برنامج الشراكة الدنماركية – العربية”.
وأكد ضو أهمية “هذه الخبرة اللبنانية الفريدة التي بدأت اليوم الدول الغربية تبحث عنها وتعتبرها نموذجا متقدما في إسهام الخطاب الديني في تعزيز المواطنة والعيش معا وتسعى للاستفادة منها”.
ثم تحدث عن المبادئ المنهجية في مقاربة الآخر والاختلاف من وجهة نظر دينية، مشددا على “تجنب الانزلاق من مبدأ الله المطلق إلى القول بأن الخطاب الديني وفهم الإنسان له هو المطلق، لأن ذلك يقود مباشرة إلى التكفير والتصادم، ليس بين الأديان وحسب ولكن ضمن الدين والمذهب الواحد أيضا”.
دحروج
أما المحاضرة الثانية فكانت لأستاذ الفلسفة الإسلامية في الجامعة اللبنانية الدكتور علي دحروج بعنوان “الآخر في الإسلام انطلاقا من القرآن الكريم: قواعد ناظمة وتوجيهات أخلاقية وسلوكية”. وأكد الدكتور دحروج في كلمته على “حقائق خمسة في الإسلام وهي: الوحدة في التنوع، والدعوة إلى التعارف والتفاعل، وقبول الآخر، والسعي للعدل والسلام، والحوار وأدب الخلاف”.
شهادات
ثم تلت المحاضرتين شهادات في التعامل مع الاختلاف في السياق الأكاديمي قدمها ممثلين عن المؤسسات الدينية الجامعية المشاركة. فتحدث أولا الدكتور بسام عبد الحميد وهو من مؤسسي اللقاء ودرس في عدة جامعات لبنانية، ثم تلاه الدكتور جورج صبرا رئيس كلية اللاهوت للشرق الأدنى، ومن بعده تحدثت مديرة معهد أديان الدكتورة نايلا طبارة، تلاها القس الدكتور فريد خوري من جامعة الشرق الأوسط، ثم عميد كلية العلوم الكنسية في جامعة الحكمة الأب الدكتور طانيوس خليل. وكانت مداخلة أيضا للشيخ محمد حجازي من الجامعة الإسلامية.
بعد استراحة الغداء اجتمع الطلاب في حلقات مختلطة لإعداد توصيات حول تعزيز التعامل الإيجابي مع مسألة الاختلاف والتنوع الديني، ورفعوا في نهاية المؤتمر توصياتهم إلى العمداء أعضاء اللقاء، ومن أبرز ما جاء فيها: المطالبة بإدخال مواد تقدم الأديان الأخرى وفق مصادرها، وتعزيز الثقافة حول التنوع الديني انطلاقا من المدارس والتربية على القيم المشتركة، مع التأكيد على ضرورة استمرار التواصل وعقد لقاءات شبيهة أخرى بين طلاب المعاهد وورش تدريبية مشتركة.
واختتم المؤتمر بكلمة من رئيسه الدكتور فرشوخ الذي وعد المشاركين “بدراسة هذه التوصيات من قبل المؤسسات المعنية، وبمواصلة التعاون مع مؤسسة أديان في هذا المجال”. ثم أعلن انتهاء ولايته الرئاسية للقاء وسلم رئاسة اللقاء الى رئيسه المنتخب الأب الدكتور طانيوس خليل الذي شدد على “أهمية متابعة أعمال هذا المؤتمر وتكثيف اللقاءات والمبادرات لتحقيق أهداف اللقاء”.
يذكر أن لقاء الكليات والمعاهد الجامعية الدينية في لبنان تأسس سنة 1997 ويضم 13 معهدا وكلية هي: كلية الاجتهاد والعلوم الإسلامية في الجامعة الإسلامية في لبنان، وكلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية، وكلية الدراسات الإسلامية في جامعة المقاصد، وكلية الشرق الأوسط، وكلية الشريعة في جامعة بيروت الإسلامية، وكلية العلوم الدينية في جامعة القديس يوسف، وكلية العلوم الكنسية في جامعة الحكمة، وكلية العلوم اللاهوتية والدراسات الرعائية في الجامعة الأنطونية، وكلية الاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس الكسليك، وكلية اللاهوت للشرق الأدني، ومركز الدراسات المسيحية-الإسلامية في جامعة البلمند، ومعهد الدعوة الجامعي للدراسات الإسلامية، ومعهد طرابلس الجامعي للدراسات الإسلامية، ومعهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت في حريصا.