احيت مؤسسة أديان يوم التضامن الروحي بعنوان “معًا نحيي كرامة الإنسان”، للسنة الثانية عشرة على التوالي، بالتعاون مع مدرسة المطران الرعائية وجمعيات فنون متقاطعة الثقافية وحوار للحياة والمصالحة وفرح العطاء ومطبخ أطايب طرابلس، وذلك في مدرسة المطران الرعائية (مدرسة السيدة) الواقعة بين منطقتي جبل محسن والتبانة.
بداية، تحدّث رئيس المؤسسة الأب فادي ضو وقال:”نجتمع اليوم لنقول ان هناك محورا واحدا هو الإنسان، ونحن موجودون لخدمته ولخدمة كرامته، والكرامة الإنسانية لا تتحقق فقط بالنية الطيبة، إنما بالنضال والعدالة، فنحن لسنا هنا لنذوب في بعض، إنما لنبني الوحدة بتنوعنا هذا”.
حوار تفاعلي
ثم كانت طاولة مستديرة حول الكرامة الإنسانية، شارك فيها رئيس مركز النور الثقافي الشيخ محمد رامز الحموي والكاهن في كاتدرائية مار جرجس للروم الأورثوذكس الأب ابراهيم دربلي ومدير مدرسة السيدة المستضيفة للقاء التضامن الروحي الأب جورج جريج وعضو شبكة رجال الدين للمواطنة الحاضنة للتنوع في أديان الشيخ أحمد عاصي ومؤسس ورئيس جمعية فرح العطاء ملحم خلف.
بعد ذلك، تمحورت المداخلات حول الكرامة الإنسانية وخبرات تنوعت بتنوع المتحدثين حولها، كفعاليات دينية واجتماعية ناشطة في مدينة طرابلس، وعن انتصار الخير على الشر، واللقاء الحقيقي بين أبناء المدينة الذي تجاوز المقولات الطائفية المفرقة.
دعاء مشترك
وقام أعضاء من شبكة متطوعي وسفراء وشبيبة أديان بتلاوة دعاء مشترك أكد مضمونه “على الود والإخاء بين كل البشر، والدعاء من أجل الأطفال، وكبار السن، والنازحين والمهاجرين، متمنين أن يكون التنوع سبيلا للتعارف والتآخي والتضامن الروحي”.
ورشات عمل
ثم توزع المشاركون على مجموعة من ورشات عمل متعددة المواضيع كالكتابة الإبداعية، والتربية العائلية حول الكرامة الإنسانية، والحوار الديني حول الكرامة الإنسانية، شارك فيها الشباب ورجال الدين القادمين من مختلف المناطق والطوائف، في نشاطات تفاعلية لبت مختلف الاهتمامات ضمن إطار شعار اليوم الذي ركز على الكرامة الإنسانية.
رسالة مشتركة
وعاد المشاركون ليجتمعوا في حفل ختامي تضمن عرضا فنيا، واقتراح مبادرات من وحي يوم التضامن الروحي، انتهى ببيان ختامي جاء فيه:”ان التعاليم الدينية في المسيحية والإسلام، أكدت على كرامة الإنسان الأصيلة بذاته، والتي هي هبة من الله، لا يستطيع أحد انتزاعها منه، بل نجد أنفسنا مطالبين باحترامها وتعزيزها دون أي تمييز. وأيضا، إن لقاءنا اليوم معا، على اختلاف انتماءاتنا المناطقية والدينية، وتنوع أفكارنا وخبراتنا، تحت شعار التضامن الروحي، يعبر عن التزامنا معا بخمس نقاط: الإيمان والتدين يدفعان نحو تكريم كل إنسان، قدسية الحياة البشرية ووجوب حمايتها وتنميتها، تساوي الناس في الكرامة دون أي تمييز ولأي سبب كان، الجميع مدعوون للعيش معا بسلام وإخاء، مسؤوليتنا معا في نبذ الخلافات والتضامن لتحقيق الكرامة الإنسانية”.
اشارة الى ان يوم التضامن الروحي، هو لقاء وطني شعبي بين الأديان، تنظمه مؤسسة أديان اقتداء بنموذج اللقاء التاريخي في أسيزي، ويجمع سنويا المؤمنين من مختلف الطوائف للاحتفاء بالقيم المشتركة بين الأديان، وخاصة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، وتأكيد تبنيهم لها من خلال الصلوات والأنشطة الثقافية وعبر رسالة مشتركة تصدر سنويا في ختام هذا اليوم.
ويهدف هذا اليوم الوطني، إلى تطوير مفهوم مشترك للقيم المشتركة بين مختلف الطوائف الدينية، وتعزيز التضامن الروحي بين القادة الروحيين، وأعضاء الطوائف، والمؤمنين”.
نور نيوز