افتتحت مؤسسة سمير قصير، بالتعاون مع مؤسسة أديان وقناة فرنسا الدولية مؤتمرا بعنوان “نسيج:الاعلام والتنوع في دول المشرق”، في فندق “ريفييرا” في حضور اعلاميين ومهتمين.
وتحدث الملحق الاقليمي لشؤون الاعلام المرئي والمسموع في المعهد الفرنسي في لبنان لوستيانو ريسبولي شاكرا لمعدي التقرير وهما مركز سمير قصير ومؤسسة أديان، منوها بالجهد الذي بذلاه. وقال:”ان العلمانية قانون في حد ذاته وليست دين وهي لا تعرف التطرف ولا تأتي مضادة للتنوع الديني”، مشيرا “الى تمويل الخارجية الفرنسية لهذا التقرير – الدراسة”.
رو
ثم تحدثت ماريان رو منسقة مشروع “نسيج” وتعمل في الوكالة الفرنسية للتعاون الاعلامي، فأبدت “إعجابها بهذا المشروع وتغطية التنوع الديني والتفاني ودور الاعلام”، مقترحة “ان يحصل تفاعل في يومي المؤتمر في النقاش مع الخبراء القادمين من الغرب”، متوقفة عند جائزة “نسيج” والتي ستغطى لافضل تحقيق في هذا المجال.
مهنا
بدوره، تحدث المدير التنفيذي لمؤسسة سمير قصير أيمن مهنا، وأشار “الى الجهد الذي بذله اعضاء المؤسسة اثناء التحفيز لهذا التقرير”، لافتا الى “تركيز مؤسسة سمير قصير على الحريات الاعلامية وهو ما شكل تقاطعا مع مشروع نسيج لانه عدم اعطاء الصورة الكاملة في وسائل الاعلام لقضايا الناس فذلك بتناقض مع الحريات”، موضحا “انه خلال شهر آذار 2017 تم اختيار المؤسسات الاعلامية في لبنان وسوريا والعراق وتم تحليل المواد المنشورة فيها”.
ولفت الى “قيام فريق مؤسسة سمير قصير بتوجيه سؤال الى المواطنين حول تفاعلهم مع ما يرد في تقارير وسائل الاعلام”.
ضو
كما تحدث الاب فادي ضو واعرب عن “سروره بالمشاركة في هذا التقرير – الدراسة لانه على أساس نتائجه يمكن البناء عليها”.
وقال:”اعتقد أن مستقبل المجتمعات العربية يصنع في هذه القاعة وفي قاعات مشابهة لها، وان المستقبل تصنعه القيادات الساعية الى السلام”، مشددا “على النضال من اجل ذلك لاننا نواجه التحديات الصعبة”.
ورأى “ان تحدي التنوع هو التحدي الابرز في مجتمعاتنا، ونبه من المحاصصة بين مسؤولي هذا التنوع لانه يكون تعبيرا عن الفشل”، مؤكدا “ان علامة نجاح التنوع يكون مع الحريات الفردية ومع وجود مواطنين أحرار في الوطن، ويرون في الاخر كنزا ثمينا في المجتمع”.
وختم مؤكدا “ان المواطنة لا تصنع مواطنين بل العكس يحصل، كما ان التنوع يبني الوحدة”.
طبارة
ثم عرضت مديرة معهد المواطنة وادارة التنوع في مؤسسة أديان نايلا طبارة لنتائج دراسة الرصد الاعلامي لتغطية التنوع.
توصيات
وجاء في خلاصة وتوصيات الاعلام اللبناني الاتي:
“في لبنان وضمن الاطار الزمني لهذه الدراسة تتلخص الطريقة التي تنتهجها وسائل الاعلام في لبنان في تناول التنوع وكيف تصوره على النحو التالي: نصفها يصور الاخر التنوع كمصدر غنى والنصف الاخر كمصدر تهديد. ومن بين الاستنتاجات الرئيسية، هو انه حتى لو اظهرت وسائل الاعلام اللبنانية التنوع وذكرت معظم المجموعات الثقافية والدينية المتنوعة الموجودة في لبنان، فان جميع تلك المجموعات يتم تناولها في السياق السياسي، وقلما تركز وسائل الاعلام على التنوع من وجهة نظر ثقافية او اجتماعية او فكرية او دينية، ويمكن للوضع في لبنان والنقاش الذي دار حول القانون الانتخابي، الذي شكل محط تركيز في هذه الفترة ان يوضحا لما صور التنوع على انه في معظمه سياسي، الا ان هذه الفترة شهدت ايضا الاحتفال ال “ما بين ديني” ب “عيد البشارة” الذي لا يتم الاحتفال به فقط في تاريخ 25 آذار بل طوال الاسبوع الذي يسبق هذا التاريخ في مناطق مختلفة من لبنان، لكنه لم يحظ بالاهتمام الكافي في وسائل الاعلام، لذا نشجع وسائل الاعلام في لبنان على عدم حصر المجموعات الثقافية والدينية المختلفة بالبعد السياسي بل نحثها على محاولة تغطية نواح اخرى تتعلق بتلك المجوعات المتنوعة.
من جهة اخرى، يبدو جليا ان بعض وسائل الاعلام لديه رسالة ايجابية اوضح حول التنوع، في حين ان وسائل اخرى تصور رسالة سلبية في ما يتعلق بالتنوع، ومع ذلك تقدم غالبية هذه الوسائل في محصلة هذه الدراسة نصف الطريق ما بين التنوع الاخر كمصدر غنى او كمصدر تهديد، وفي سبر عميق لهذا التحليل في ما يتعلق بالمنهجية تظهر الدراسة ترابطا مباشرا ما بين الاخر التنوع مصدر تهديد والخطأ المنهجي ( سواء من ناحية وجهة النظر او المقاربة او المصطلحات) وبقدر ما تنتهج الرسالة لغة تهديد بقدر ما يعتمد الاعلاميون على معايير وخطوط ارشادية اقل مهنية لايصال رسالتهم. وفي اطار هذه المقالات من المهم ان نلحظ ان الوسائل الاعلامية التي تنشرها تبدو وكأنها تمثل المواقف السياسية المختلفة بدلا من الابلاغ عنها، وهذا يضع دور وسائل الاعلام كسلطة مدنية رابعة تراقب وتحاسب السلطات الثلاث الاخرى على المحك.
ومن ناحية التوصيات، ينبغي على وسائل الاعلام ان توفر للصحافيين والمحررين لديها تدريبات على المنهجية في تغطية الامور المتعلقة بالتنوع من اجل الحد من الاخطاء المنهجية والاحكام المسبقة والانحيازات الشخصية او النشر غير المباشر لخطاب الكراهية، حينما يعدون مادتهم الاعلامية حول مسائل تتناول، على نحو مباشر او غير مباشر، التنوع الديني او الثقافي.
للاعلام السوري
وعن الخلافة والتوصيات رأى التقرير ان الحالة السائدة منذ سنوات في سوريا تجعل الحدة في مضمون المواد الصحفية التي تغطي اخبار واحوال هذا البلد مفهومة، وكذلك التوتر، فمن واجب الوسائل الاعلامية ان تنقل ما يحدث بأمانة، ولو كان مضمونه سلبيا بمعنى ما، لكن يجدر بوسائل الاعلام المعنية، ان تسعى اكثر من خلال سياستها التحريرية الى رفد المواد الصحفية بمزيد من الشرح والتفاصيل لتسهم في نقل صور اكثر موضوعية وشمولا، وان تشير بطريقة ما الى خطأ بعض المصطلحات التي عليها ان تنقلها كما هي بوصفها تصريحات او بيانات لا ان تكتفي بنقلها رغم اشكالات تمس مضامينها فقط لان المصدر اوردها على هذا الشكل.
من الضرورة بمكانة التوصل الى معايير واضحة لمقالات الرأي المنشورة بما لا يجعلها بابا لنشر خطاب الكراهية والتحريض بذريعة حرية التعبير، وتفاديا لتناقض بنيوي داخل الوسيلة الاعلامية الواحدة بين اخبار وتقارير وتحقيقات تكتب بطريقة مهنية من جهة ومقالات تذهب في الاتجاه المعاكس من جهة اخرى، ما يضر بصورة الوسيلة ويضعف مصداقيتها ايا كان مستوى مواردها الاخرى، والامر نفسه ينطبق على نشر بيانات وتصريحات لشخصيات عسكرية او سياسية تستخدم لغة مشحونة بالخطاب التمييزي او التعميمي. يمكن لوسائل الاعلام تفادي الظهور بحلة المروج لمثل هذه المواقف بوضع العبارات الاشكالية بين مزدوجين، والاشارة الى انها لا تمثل رأي وسيلة او ان تغنى المادة بوجهات نظر اضافية.
وقسم التقرير اعتماد لائحة رسمية للمصطلحات من قبل مسؤولي التحرير قد يساهم في كل وسيلة في تفادي استخدام ما قد يؤجج الانقسامات ويزيد من شفافية الخط التحريري لكل مؤسسة اعلامية والخبرات الدولية في هذا الشأن متوفرة لمد الوسائل بالتدريب والدعم اللازمين.
واكد التقرير “على تشجيع وسائل الاعلام العامة او الممولة من المال العام على تخصيص مساحة من برامجها لقضايا التنوع. فشبكة الاعلام العراقي ممولة من المال العام على سبيل المثال، وقد صممت على غرار بي بي سي البريطانية لكي تمثل مختلف اتجاهات الرأي العام وتعكس التنوع في برامجها، لكنها تحولت الى صوت محتكر من قبل الحكومة فحسب، وفي احيان كثيرة حزب رئيس الوزراء فحسب. وكما يتضح في تجارب دولية مقارنة على وسائل الاعلام العامة التعريف بالتنوع وتمثيله.
كما حث التقرير وسائل الاعلام الخاصة (الممولة من الجماعات السياسية والدينية والخاصة) على تخصيص مساحة اكبر من بثهااو موادها الاعلامية لشؤون التنوع واعطاء مساحة للتعريف بالتنوع بدلا من التركيز على التنوع من خلال ما يتعرض له من تهديد فحسب.
ودعا الى العمل على رفع وعي الاعلاميين العراقيين بشؤون التنوع وقضاياه وتحدياته، عن طريق مزيد من التدريب في شؤون التنوع المختلفة وتدريب صحفيين مختصصين بشؤون التنوع وصولا الى تأسيس صحافة خاصة بشؤون التنوع وقضاياه وتحدياته، قياسا على الصحافة الخاصة بقضايا بعينها مثل البيئة والجندر وحقوق الانسان وتضمين المناهج الدراسية في كليات او اقسام الاعلام بالجامعات العراقية، مناهج تعرف بالتنوع وتحدياته واساليب تناوله اعلاميا، وفي تحفيز وسائل الاعلام على الاهتمام بالاقليات من خلال تخصيص جوائز سنوية لصحافة الدفاع عن التنوع مثال ذلك جائزة مسارات لصحافة الدفاع عن التنوع لعام 2016، وفي ان تقدم هيئة الاعلام والاتصالات في العراق وهي المؤسسة المعنية بتنظيم الاعلام والاتصالات في العراق، تشجيعا لوسائل الاعلام العراقية على الاهتمام بقضايا التنوع من خلال تقديم الدعم لوسائل الاعلام الخاصة في هذا المجال.
وختم:على وسائل الاعلام من جهة ثانية الالتزام بلائحة قواعد ونظم البث الاعلامي الصادرة عن هيئة الاعلام والاتصالات، لضمان الالتزام بالمعايير المهنية وتقديم تغطية اعلامية عادلة ومتوازنة وتجنب خطاب الكراهية والتحريض.
اشارةالى ان المؤتمر ينهي اعماله غدا باطلاق جائزة “نسيج”، كما ان تقارير المؤتمر رصدت لبنان وسوريا والعراق في دول المشرق العربي.
وطنية