نظمت “جمعية عدل ورحمة” والجامعة الأنطونية حفلا تكريميا لمؤسس الجمعية الأب هادي العيا، في ذكرى مرور سنة على غيابه، في حرم الجامعة الأنطونية في بعبدا الحدث، في حضور فاعليات سياسية ودينية وهيئات المجتمع المدني وعائلته.
قدمت الاحتفال الدكتورة سحر حيدر، التي رافقت الأب العيا على مدى سنوات في عمله، لافتة الى ان “اللقاء اليوم هو عربون تقدير ووفاء للأب العيا الذي عمل على نصرة المضطهد ومناصرة المظلوم. فحمل بفرح أوضاع السجناء وهمومهم”.
ابو جودة
وافتتح اللقاء بكلمة لرئيس العام الرهبانية الأنطونية والرئيس الفخري للجمعية الأباتي مارون أبو جودة، ومما قاله: “ان الأب هادي صاحب النخوة والحضور لفئة لا بأس بها من المهمشين والمتروكين والأسرى يصغي إلى همومهم ويهتم لآلامهم”.
واضاف: “ولا يخفى على أحد أن السجون اللبنانية تحتاج إلى معالجة كبيرة من نواح كثيرة، والعمل الاجتماعي فيها ليس سهلا، فطالب الأب هادي بإجراءات العدل لهم وعيش الرحمة معهم، فكانت جمعية “عدل ورحمة” الجهاز الذي من خلاله حمل صليب المعذبين”.
الجلخ
واشار رئيس الجامعة الأنطونية الأب ميشال الجلخ الى انه كان حاذقا وداهية فكرس هذه الشقاوة من أجل الإيجابية وفعل الخير ومساعدة الغير حتى ولو تخطى في بعض الأحيان الأمور المألوفة وانتهك بعض القواعد، فأمثال هادي فهم جد قلائل، وكان يحق له ما لم يكن يحق للعامة.
وتوقف جخ عند ثلاثة محاور من حياته: محور حياته الشخصية، حيث دخل الأب هادي الرهبنة بعد استشهاد أخيه مباشرة، فقرر البقاء خارج حصن الدير ثم عاد إليه بعد عام صاحب اندفاع متجدد وارتياح نفسي وثقة بالنفس. اما المحور الثاني فقد تم ربط اسم هادي بالسجناء لأنه أسس “عدل ورحمة” واشتهر من خلالها”، والثالث “رغبته الدائمة في بناء عائلة على الرغم من قناعته بدعوته في الحياة المكرسة”.
عون
بعد عرض فيلم وثائقي عن مسيرة الأب هادي النضالية، والاستماع إلى الموسيقى قدمت بعض الشهادات منها: من المدعي العام لجبل لبنان للرئيسة القاضي غادة عون تحدثت فيها عن تجربتها معه، بخاصة في موضوع عقوبة الإعدام التي ناهض الأب هادي لإلغائها، وقالت: “تفاجأت بشهادته بالحق وصدقه لما طلب منه تقديم شهادة في المحكمة. وإنسانية الأب هادي ومحبته جعلت منه عملاق في الإنسانية”.
مخيبر
كما اثنى النائب السابق غسان مخيبر في شهادته على نشاط وعمله ومشاركته الدائمة في نشاطات المجتمع المدني وتظاهراته احتجاجا على مطالب إنسانية للمجتمعات المهمشة، وقال: “فيما كنا نعمل لمساعدة المساجين بالتقارير والمناصرة، كان الأب هادي يقف أمام باب السجن، أمام كل أم وأب يأتون لزيارة أولادهم المسجونين، وكان همه كيف سيتمكن هذا السجين من إعادة الانخراط في المجتمع”.
عبد الخالق
وتحدث رئيس “جمعية معا من أجل الإنسان” الشيخ دنيل عبد الخالق، متأثرا عن علاقته بالأب هادي كصديق ومناضل من أجل إلغاء الطائفية وإحياء الوطن، مشيرا الى انه “كان رجلا من طينة الأولياء، لينا يشبه الملائكة الأصفياء، جبارا لا كالصناديد، ماردا لا يرى لنفسه وزنا ولا ظلا، ترجل حيث لا يجرؤ أصحاب الشنب، وأقدم حيث لا نقترب خوفا من اللهب، شاهرا سلاحا من عدل، ودرعا من رحمة، وفي يده قنديل من شهب”.
اعرج
وتحدث مدير شبكة المنارة إيلي أعرج، عن نشاط واندفاع الأب هادي الكبير ضد الظلم رغم لباسه المتواضع دائما، بالقميص الأسود والصندل.
واختتم الحفل بكلمة للينا العيا شقيقة الأب هادي، قبل إعلان رئيس جمعية عدل ورحمة الأب نجيب بعقليني، عن جائزة الأب هادي لحقوق الإنسان السنوية، وقالت: “لقد كان الأب هادي وجوديا، إنسانيا، مسيحيا، فعرف منذ البداية على مثال معلمه يسوع أن معضلة المعضلات في كل زمان ومكان هي الإنسان الشخص المرمي في هذه الدنيا بين الموت والحياة، القلق على مصيره، التائق إلى الحرية، دائم السقوط والناهض باستمرار، الباحث عن السعادة وعن معنى لوجوده، الناشد الخلاص. فشاهد صورته في السجين المعذب، المهمش، المتروك، المنبوذ من مجتمعه ومن أهله، فأصغى إلى وجعه ومعاناته، وهام بحبه في زمن أصبح كثير على الإنسان في لبنان والشرق حتى أن يكون إنسانا”.
بعقليني
من جهته شكر الأب بعقليني المشاركين والحاضرين، مثنيا على “جهود الأب هادي الإنسانية”، مشددا على “متابعة مسيرة جمعية عدل ورحمة بنشاط واندفاع وحمل القضية الإنسانية، كما حملها الأب المؤسس مدافعين مع أفراد الجمعية عن حقوق الإنسان كل إنسان”.
ثم قدم الأباتي أبو جودة، والأب الجلخ، والأب بعقليني درعا تقديرية إلى والدة الأب هادي العيا، تيريز العيا، على جهودها وعطاءاتها في تربية إنسان عاش ليخدم أخيه الإنسان حتى الرمق الأخير”.
وطنية