إنّها الولايات المتحدة الأميريكية، إنها دنفر – كولورادو. إنها الكنيسة الكاثوليكية وراعي الأبرشية صاموئيل أكويلا الذي جنّد عشرات الكهنة والإكليريكيين، آلاف العلمانيين والهدف: الوقوف بقوة بوجه قرار المحكمة العليا التي شرّعت عمليات الإجهاض.
خلال السنة المنصرمة، شرّعت المحكمة العليا في أميريكا عمليات الإجهاض، في وقت عارض العديد من السياسيين والكنيسة الكاثوليكية هذا الأمر.
ملايين النساء تجهضن سنوياً، والأخطر، تشريع عيادات الإجهاض والسماح لها الإعلان عن نشاطاتها، حتى دعمها المادي بملايين الدولارات من قبل الدولة ومنظمات غير حكومية.
من المستحيل أن تقنع الكثير من الأميريكيين أنّ هذا الأمر مناف للطبيعة والقيم البشرية والله، لكن لو كان الله حقيقة بالنسبة إلى هؤلاء، لما تجرأّوا على القيام بهذا الأمر.
ممارسة الجنس في أميريكا كشرب المياه، لا قيمة للزواج، ولا قيمة للعائلة، ولا قيمة لهذا الجنين الذي يرمى في سلّة المهملات فقط لأنّ هذا أو تلك كانا يمارسان الجنس تحت تأثير الحكول والمخدرات.
كولورادو، ولاية جميلة جداً، فيها الأميريكيون، المكسيكيون وسواهم من الشعوب التي تعشق طبيعة ومناخ الولاية، لكن جمال هذه الولاية تحوّل قباحة حيث شرّعت الولاية المخدرات وآلاف الطلاب يأتون سنوياً إليها لتحقيق حلمهم، التعاطي.
منذ شهرين، دخل أحد الأميريكيين إلى عيادة إجهاض وقتل بعض الأشخاص منتقماً من سياسة القتل هذه، لكن هل بالقتل المضاد يحيا الإنسان؟
كاثوليك أميريكا، قوّة وقيمة في المجتمع الأميريكي، ما زالت تحافظ الكنيسة على قدر من الإيمان والقيم، وإلّا زال المجتمع من أساسه. وها هي اليوم المدافع الأوّل عن حقّ الحياة وأبرشية دنفر سباقة في هذا الخصوص.
آلاف الأشخاص يشاركون في مظاهرات معبّرين عن دعمهم الحياة وهذا ما حصل منذ يومين في وسط دنفر.
إجهاض، تشريع زواج المثليين، مخدّرات، كنائس شيطانية…كلّ هذا ليس إلّا عن سابق تصوّر وتصميم. من المستفيد؟ هؤلاء الذين يرون في الكنيسة عائقاً أمام صناعاتهم، أعمالهم البشعة التي لم يعد لها مبرّر.
“أنا مقتنعة بأنّ صراخ الأطفال الذين تُنهى حياتهم قبل ولادتهم تصل إلى مسامع الله”، هذا ما قالته الأم تيريزيا، فهل من يسمع؟ ليس هذا المهم، المهم أن الله يسمع والكنيسة لن تحيد عن حماية حياة الإنسان وأبوابها مفتوحة للرحمة.
أليتيا