احتفلت أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، برسامة كاهن جديد على مذابحها، هو الأب مارون غنطوس، بوضع يد راعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش، في قداس احتفالي اقيم في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، في حضور المطران جورج اسكندر، المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس دائرة الامن العام الاولى للبقاع العقيد جوزف تومية، قائد سرية درك زحلة المقدم شارل سعادة، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا وحشد من الكهنة والراهبات وعائلة الكاهن الجديد .
العظة
بعد الإنجيل المقدس، ألقى درويش عظة بارك فيها للكاهن الجديد وقال “أحييكم أيها الأحباء تحية فصحية ، تحية المسيح القائم من بين الأموات، إنها تحية فرح وابتهاج فاليوم هو نهار سني ومقدس يجتمع فيه الأخوة والأحباء حول كاهن جديد، نذر ذاته لخدمة الكنيسة ولخدمة أبناء وبنات أبرشيتنا المقدسة. إن الرب أحبه ودعاه وحمله في قلبه وانحنى عليه لسنوات طويلة ورافقه ليصل اليوم الى هذا المذبح المقدس، ليُقيم صلوات وخدم من أجل أن يكون اسم الرب ممجدا ومسبحا”.
أضاف: يتوجه بولس الرسول الى خدام الكنيسة ويقول لهم: “أنتم خدام المسيح ووكلاء أسرار الله” (1كو4/1)، “فالكاهن هو خادم بامتياز على مثال معلمه يسوع المسيح، يتحلى بالتواضع والصبر والإضغاء والغفران والغيرة على خلاص الناس، وهو الأقرب الى المرضى والخطأة والفقراء والمساجين والبعيدين عن الكنيسة”.
وتابع: “الشماس مارون غنطوس يستعد اليوم ليتقبل سر الكهنوت وقد وجدت فيه كما وجد فيه الآباء الكهنة خامة جيدة يحمل في قلبه حبا كبيرا للرب وحبا للرسالة، وفي نهاية الرسامة سنررد كلنا بأنه مستحق لهذه الرتبة المقدسة”.
وقال: “اليوم أمامكم كاهنان نحبهما وصلا الى القداسة، الأول هو أبونا بشارة أبو مراد. فقد كان له الأثر الكبير في حياتي وفي حياة كثيرين من الكهنة، فعندما كنت أسمع الذين عاصروه من شيوخ الرهبانية يتحدثون بحماس وشغف عن فضائله، كنت أتمنى أن أكتسب بعضها. ما أحببته بأبونا بشاره همه الوحيد تأمين الخدمات الروحية، فغيرته على خلاص النفوس كانت بادية في كل أعماله وفي أدق تفاصيل حياته اليومية فقد أدرك أنه مسؤول عن خلاص جميع أبنائه وبناته في الرعايا الموكلة إليه فكان شعاره ما جاء في سفر حزقيال: “يا ابن البشر إني أقمتك رقيبا لشعبي فاسمع الكلمة من فمي وأنذرهم عنّي، وكلّ نفس تهلك بسببك فمن يدك أطلب دمها” (حز3/17). أما محبته فكانت محبة خادمة، متواضعة ومتأهبة لخدمة الجميع ولا سيما أحبائه الفقراء والمحتاجين الذين كان مولعا في خدمتهم. يطيل بي الحديث عن هذا الكاهن القديس وتعداد فضائله، لقد كانت حياته أجمل عطية لكنيستنا ولي شخصيا ففي كل مرة كانت تهب بي العواصف، كنت أعود إليه فيزداد إيماني وتوقي لأكتسب ولو رذاذا من قداسته وسمو فضائله”.
وتابع: “أما الكاهن الثاني فهو البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي سيرفع على مذابح الكنيسة قديسا شفيعا للبشرية لدى عرش الله. البابا القديس كرس حياته للعذراء مريم ولخدمة الكنيسة وكان رسولا للسلام والانفتاح بين دول العالم، كما أنه كان رسول الرحمة الإلهية وقد شجعنا على الثقة برحمة الله. في رسالته الى العالم والى الكهنة “أعطيكم رعاة” يطلب من الكاهن أن يتشبه بيسوع المسيح ويكون على صورته راعيا صالحا,
اليوم نريد أن نتذكره كما طلب منا “كبابا العائلة” ونطلب شفاعته ليحل السلام في قلوبنا وفي لبنان وفي وطننا العربي.”
وختم درويش: “يا أخي مارون، تذكر دوما بأن حياتك لم تعد ملكك، إنها ملك الرب وملك الناس وملك كلمة الله، تتغذى من هذه الكلمة وتغذي منها جميع الذين تعمل معهم، ومن يأكل كلمة الله فكلمة الله تحيي كما يقول يوحنا في سفر الرؤيا فلا يعود يجوع كل من يقتات منها: ” فذهبت إلى الملاك فسألته أن يعطيني الكتاب الصغير، فقال لي: خذه فابتلعه يملأ جوفك مرارة، ولكنه سيكون في فمك حلوا كالعسل”. (سفر الرؤيا 10/9)
رتبة الرسامة
بعد دورة القرابين، بدأت رتبة الرسامة الكهنوتية، بحيث وقف الكاهن الجديد برفقة عرابه الأب نضال الجبلي الذي قدمه الى المطران، بعدها قام الكاهن الجديد بتقبيل زوايا المذبح الأربع والصليب في يد صاحب السيادة ثلاث مرات، ومن ثم جثا على ركبتيه امام المذبح، وهنا وضع المطران درويش يده على رأس المرتسم وتلا صلاة حلول الروح القدس، وبعدها قام بإلباس الكاهن الجديد الحلة الكهنوتية ، وردد الكهنة مع الجوقة “مستحق مستحق مستحق” وسط تصفيق الحضور.
وبعد الكلام الجوهري ، سلم درويش الى الكاهن الجديد “الوديعة” وهي الحمل (القربانة التي ترمز الى السيد المسيح)، وطلب منه الحفاظ عليها الى منتهى الدهر، ثم قام الأب غنطوس بمناولة المؤمنين جسد الرب ودمه.
وبعد القداس ، تقبل الكاهن الجديد التهاني برفقة عائلته.