بدعوة من البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي عقد قبل ظهر أمس، لقاء في بكركي للقادة الروحيين مع الموفد البابوي الكاردينال دومينيك مامبرتي، في حضور عدد من رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية، والسفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا، وجمع من الأساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات.
بداية ألقى البطريرك الراعي كلمة هنأ فيها مامبرتي رتبة الكاردينالية وعلى تعيينه رئيسا لمحكمة التّوقيع الرّسولي العليا. ونوه باهتمام البابا فرنسيس بلبنان، مشيراً إلى أنه يحمل همّ الأوضاع التي يعيشها اللّبنانيّون في بلدهم، كما أنّ الكنيسة تعوّل كثيراً على لبنان ودوره المميّز بين كل الدّول العربيّة”.
ثم ألقى الكاردينال مامبرتي كلمة جاء فيها: “إن لبنان يظهر مرة جديدة كجزيرة وجود وعيش مشترك وإيمان بالمستقبل. هذا ما اراد قداسة البابا مني ان انقله الى اللبنانيين. بالنسبة الينا هذه الصيغة اللبنانية سارية دائما وهي اليوم كما في الأمس طريقة للعيش معا وهي مثمرة لأنها يمكن ان تحمل السلام والازدهار. علينا كما عليكم وباي ثمن ان نقوم بكل ما اوتينا من قدرة لتتمكن هذه الصيغة اللبنانية من الاستمرار والعمل ايضا من اجل السلام كما هي تعمل حتى الآن. نعتمد عليكم جميعا وعلى جماعاتكم في هذا الشأن. وتأكدوا انكم يمكنكم الاعتماد على دعم الكرسي الرسولي لكم (…). وعلى الصعيد الوطني تأكدوا أن عيوننا مركزة على لبنان وقداسة البابا يتابع الوضع بعناية كبيرة. وفي هذا الإطار نعبر ايضا عن قلقنا تجاه مدة الجمود المؤسساتي ومنذ عام يشل العمل الطبيعي للمؤسسات الرسمية والسياسية اللبنانية. وبعد سنة من الوضع الصعب الذي تمر به البلاد، نعتقد انه حان الوقت لكي تعود المؤسسات الى عملها الطبيعي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك بواسطة الحوار والبحث عن حلول مشتركة.
هناك كثيرون ينظرون اليكم وتحديدا الجماعات المسيحية في المنطقة. فمسيحيو لبنان بالنسبة اليهم يمثلون مرجعاً مهماً، وهم ينتظرون ان يبقى هذا البلد مثالا للعيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، هذا العيش الذي ميز لبنان دائما. الجماعة اللبنانية غالية على قلوب الكثيرين وتحديدا على قلب قداسة البابا”.
النهار