“عذراً. أني متأكد من أني قد غسلت أرجلك، لكني لم أتعرف إلى اسمك”.
هكذا قدمت نفسي لامرأة منذ عدة سنوات، وجدت نفسي أعمل معها في بيت الضيافة. لكنها أنكرت هذا، و ظهر رجل من وراء غسالة الصحون تبين أنه خطيبها و احتضنها. وقفنا بأماكننا بتوتر لبعض الوقت إلى أن عدنا إلى رشدنا. و بعدها تبادل التحيات الهادئة، و عدنا إلى عملنا.
عندما أعلن البابا أن بإمكان الكهنة اختيار النساء أيضاً لغسل أقدامهن في يوم الخميس المقدس، فقد قام بالتصديق على بعض الممارسات الشائعة بالفعل في العديد من الأبرشيات الأمريكية. لكني أتساءل كم أبرشية أنهت صومها الكبير كما كنت أنهيه. لقد اعتدنا غسل أرجل بعضنا. أمام الحرم، توضع بعض الكراسي و وراء كل واحدة حوض مياه خاص بها. بعد أن يقوم القس برش و تجفيف أقدام أول شخص، يقف جانباً، و يقوم كلّ غاسل أرجل بالإمساك بمنشفة و غسل أرجل أي شخص يشغل الكرسي من بعده.
بالطبع إني أستخدم ضمير “هو” للراحة فقط. وهذا يشجع الجميع – رجالاً و نساء و أطفال – لغسل أقدامهم و غسل أقدام أحد ما. يحول التنوع في المشاركين هذا إلى مشهد رائع. إن مرور الدور من واحد إلى آخر يتطلب حضور العقل أكثر مما يكون عادة خلال القداس. في المرة الأولى لي، التي صادفت في الأيام الأخير من التعليم المسيحي، بقيت جالساً في مكاني و أمسكت بقدم و سحبت صاحبها – كان صبياً في العاشرة – و قبل أن يفقد توازنه و يصاب بكسر في العمود الفقري أمسك به والده محاولاً أن يوضح لي بلطف أني كنت سأجد هذا أكثر سهولة لو كان الصبي جالساً.
يرى الكثير من الكاثوليك غسل الأرجل إهانة صريحة للكهنوت المقدس. لكن يقولون أنك لا تحظى بفرصة ثانية لترك انطباع أول، و قد أبهرتني المشاركة و كان للدعوة العالمية للقداسة عواقب عملية في الدعوة العالمية للخدمة. القليل منا فقط مدعو للخدمة و الاعتراف، و عدد أقل لرئاسة الأبرشية، لكن جميعنا مدعوون للقيام بشيء ما، في وقت ما، لإعلان الإنجيل، مع أو بدون كلام.
ليس الأمر هو رؤيتي للمسيحية تنحدر إلى جولة لا تنتهي من الحركة، مع ناس يتبارون لرؤية السرعة التي يمكن أن يقدموا فيها أنفسهم كشهداء من أجل جيرانهم. لكن بإمكان الخدمة أن تكون مهيبة، فلا نخطئ بينها و بين الذل.
منذ وقت ليس ببعيد، اشتكى توم نيكولز من أن الكتبة في الصيدليات المحلية لم يكلفوا أنفسهم عناء شكره على رعايتهم، و هم بالكاد يتعرفون إليه عندما يشكرهم على خدماتهم. و اختتم نيكولز بالقول أنه حتى بعد انخفاض الأجور و التراجع في العمل، كان الكتبة يعربون عن استيائهم من انتظار الآخرين. فكانوا يرون الخدمة كعلامة على أهميتهم الاجتماعية بالنسبة للعملاء.
كان المعاصرون الصامتون المتجهمون لنيكولز – جيل الألفية كما كان يدعوهم – هم هدف النقاد المحافظين. عموماً إن الكاثوليك البالغين لا يرون الأمر هكذا. و حتى الآن مازال يسود في بعض الأوساط رؤية الكهنوت كسلطة كنسية. و هنا نرى بعض حالات الحسد على السلطة و الطموح للسعي ورائه. و قد ألمح البابا لهذا عندما دعا إلى تجديد لا يسعى إلى الكهنوت و لا الرسامة.
لم يدعو البابا إلى غسل الأقدام للجميع كما اعتادت أبرشيتي أن تفعل في الماضي. إلّا أنه سمح للنساء بتلقي هذه الخدمة. بدلا من أن يكون منصباً يسعى له الناس، يكون الكهنوت أفعالاً يسعون إلى محاكاتها. و هذا ما كنت أنا و الخطيب نحاول فعله عندما امتنعنا عن توجيه اللكمات.
أليتيا