في العالم أكثر من مليون منظّمة ونصف، وهناك مليارات الأشخاص الذين يمارسون أعمال الخير في حياتهم اليومية. حتّى أنّ البابا بنفسه يطلب الاعتناء بالأكبر سناً وبالمهمّشين والمنسيّين. وفيما يبقى التبرّع بالمال وبالوقت الطريقة الأكثر رواجاً للخروج من حبّ الذات، فإنّ الهبات لا تعالج أساس المشكلة. فما العمل؟
لمعرفة الجواب، توجّه موقع romereports.com الإلكتروني بالسؤال للأب جورج غريغوري غاي رئيس “جماعة المهمّة” و”أخوات المحبّة”، الذي قام بأعمال خيرية طوال 12 سنة مضت.
ويقول الأب غاي إنّ هناك عملاً خيرياً واحداً لا يساعد فحسب، بل يبدّل النتيجة، ألا وهو التغيير المنظوم. “فأمام شخص ساعد آخر، أقول “هل تحسّنت حاله عمّا كان؟” وإن أتى الجواب “لا”، فكيف يكون العمل الخيري قد تمّ؟ وهل تكون هذه إشارة عن حبّ الله ليكبر الناس في بشريّتهم؟”
ويضيف الأب غاي: “تقضي الفكرة بكيفية مساعدة الفقراء للنهوض من فقرهم. فبدل مدّ يد العون، يجب مدّ اليد للمساعدة على النهوض بهدف أن يكونوا أكثر مسؤولية في حياتهم”. وفي هذا السياق، يقول الأب غاي إنّ التغيير المنظوم طريقة لتحديد السياسات والبرامج كي يساعد الفقراء أنفسهم في ظلّ الظروف الصعبة، كما ذكر البابا ذلك في رسالته الحبرية: “لا يمكن بعد الآن تأخير حلّ أسباب الفقر، لأنّ المجتمع يحتاج إلى الشفاء من مرض يُضعفه ويوتّره، ولا يؤدّي إلّا إلى أزمات جديدة”.
ويعطي الكاهن مثالاً على قرية بلا مياه، ساعد فيها المرسلون على بناء بئر، فما كان من السكّان إلّا أن نهضوا وأصبحوا يتّكلون على أنفسهم ويزرعون خضارهم ويروونها، حاصدين معها حسّاً بالكرامة وتقدير الذات.
زينيت