أوجه شبه مختلفة تجمع بين الإثنين فلنكتشفها معًا
حين انتخب خورخيه ماريو برغوليو بابا في آذار 2013 ذكر عدد كبير من الناس أنه اختار اسم فرنسيس تيمنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي والقديس فرنسيس كزافييه المرسل اليسوعي الشهير، وهو بنفسه شرح أنه اختار هذا الاسم نسبة للقديس فرنسيس الأسيزي، هذا ما ذكره الكاتب أورليش لهنر على موقع firstthing، مضيفًا أنه لا يجب أن ننسى بأن هناك أيضًا القديس فرنسيس دو سال معلم الكنيسة موضحًا أوجه الشبه التي تجمع ما بين البابا الحالي والقديس دو سال.
اليكم في ما يلي القسم الأول من أوجه الشبه بينهما:
1- الإصلاح ضروري: درس القديس فرنسيس دو سال اللاهوت وعمل ككاهن وواعظ في أعقاب مجلس ترينت. كان الإصلاح يطغى في تلك الآونة مع بذل المحاولات لاسترداد مصادر القوة الروحية للإيمان، والقضاء على مصادر الفضيحة من الداخل. هذا ما أسماه دو سال بقطع القنوات، بالمقابل نجد أن البابا فرنسيس يؤكد العمل على الإصلاح وبالنسبة للإثنين لم يكن الإصلاح شيئًا سياسيًّا بل هو النضال المستمر لتكون الكنيسة ملح الأرض ونور العالم.
2- البساطة تتفوق على الجدال: حين انتخب القديس فرنسيس دو سال أسقفًا لجنيف كان محيطه كله يعج بالبروتستانت، فلم يدخل في جدالات معهم، بل اختار أن يؤكد، ومن دون المساومة على التعاليم الكاثوليكية، البساطة الكامنة في الإيمان الكاثوليكي واعتمد أسلوب وعظ سخي ومحترم. ومقولته الشهيرة حول هذا الموضوع كانت: “يمكنك أن تجذب الكثير من الذباب بقطرة من العسل أكثر مما تجذبهم ببرميل من الخل.” يمكننا أن نقول بأن البابا فرنسيس يعتمد الأسلوب عينه فهو تحدث أولا عن بساطة الإيمان المسيحي ومن ثم انتقل ليواجه القضايا الساخنة.
3- على القادة أن يكونوا لطفاء: كان دو سال وعلى مثال القديس ألفونسوس دو ليغوري، معلم الوداعة. يظهر دو سال نفسه في مقدمته الشهيرة حول حياة الملتزم كراع حساس يأخذ الضعف البشري بمنحى جدّي، محذرًا من رعاية الآخرين بقساوة. أما الوداعة بالنسبة الى دو سال والى البابا فرنسيس لا تعني موقفًا من الرحمة غير المبالية بل العكس تماما: ممارسة الأعمال الجسدية والروحية للرحمة (التي لا يتذكرها على الأرجح معظم الكاثوليك).
***
نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية