عام 1950 ، بعد الدمار و الهلاك الذي خلفته الحرب العالمية الثانية بما في ذلك محرقة ملايين في معسكرات الموت النازية و استخدام القنابل الذرية ضد السكان المدنيين ، أعلن البابا بيوس الثاني عشر عقيدة في الإيمان و هي إنتقال مريم إلى السماء بالنفس و الجسد .
هو جسد الأم السماوية: لم يعانِ الفساد بل بنعمة الرب فوراً عاين السماء. تأملنا بهذه النعمة المريمية ترياق ضد الحرب والعنف و كل إحتقار للجسد أو إتجار بالبشر.
العذراء مريم في طهارتها وانتقالها تأكيد على أهمية الجسد…. فالرب صانعه رآه “حسناً” في فجر الخلق ذاك.
وبعد سوء خيار حرية الإنسان و عندما حصد الجسد كما النفس زرع موت الخطيئة…جاء الرب خلاصاً يطال الإنسان بكليته.
مريم بانتقالها تؤكد ان إنسانيتنا مدعوة للانتقال الى مجد الله.
مريم تؤكد أن بشريتنا أبعد من تراب،إنما هي صورة الله ومثاله.
مريم تدعونا اليوم لنتذكر هدية الرب لنا : الجسد الذي مكانه الأخير السماء ودعوته أن يتقدس كهيكل للروح القدس.
اليوم، في عصر يدعي تجميل الجسد و يمعن في تشويه قيمته، تسطع دعوة مريم النقية لاحترام الطبيعة البشرية في بعدها الجسدي: فالله بذاته شاء بنشوة حبه أن يلبس جسداً ليكون مجداً و خلاصاً لإنسانية مجروحة.
هو السر المريمي لنسبره…. فيه صدى رغبتنا بقلب الآب ودعوتنا لعيش القداسة به و معه.
أنطوانيت نمور / زينيت