من بلد إلى آخر، تتفاعل قضيّة الزواج المثليّ التي حطّت برحالِها هذه المرّة في إيرلندا، وتحديداً في توام، حيث جرى استفتاء حول الزواج. إلّا أنّ أصوات المعارضين علت، وبرز من بينها صوت رئيس أساقفة توام مايكل نيري. وبحسب مقال نيام تووي الذي نشره موقع irishtimes.com الإلكتروني، قال رئيس الأساقفة ضمن عظاته خلال القداديس التي احتفل بها في الأبرشيّة خلال عطلة الأسبوع الماضية إنّ الاستفتاء حول موضوع الزواج المثليّ “لا يتعلّق بالعلاقات ضمن الجنس الواحد بل يتعلّق بالعائلة”. وشرح نيري أنّ الزواج هو “اتحاد رجل وامرأة، بناء على واقع كون الذكر والأنثى يتمّمان بعضهما البعض”، خاصة وأنّ الربّ منحهما إمكانيّة تكوين حياة جديدة.
من ناحية أخرى، وفي إشارة إلى الاستفتاء، قال نيري إنّه لا يطلب إلى الناس إعادة تحديد الزواج فحسب، بل هو يطلب إعادة تحديد مفهوم العائلة ككلّ، ممّا يؤدّي إلى حرمان الأولاد من حقّهم في أن يترعرعوا ضمن عائلة مؤلّفة من أب وأمّ. وفي سياق تعبيره عن كون الكنيسة لا تقلّل من احترام العلاقات المثليّة، قال رئيس الأساقفة نيري “إنّ الشراكة المدنيّة وصلت إلينا، وأدّت إلى منح المثليّين الحقوق نفسها العائدة للثنائيين المتبايني الجنس. فلمَ الحاجة إلى إعادة تحديد مفهوم الزواج؟” وأضاف قائلاً إنّ الزواج المثلي ليس من حقوق الإنسان، وإنّ الاقتراح نفسه تمّ رفض في بلدان أخرى. “إنّ ربع البلدان الأوروبية أقرّت بالزواج المثلي، وليس عبر التصويت الشعبي”. وفي خضمّ الحديث عن موقف الكنيسة من الاستفتاء، أكّد رئيس الأساقفة “أنّ الكنيسة تعارض اقتراح إعادة تحديد مفهوم الزواج”. وأضاف على تأكيده “إنّ رؤيتنا للزواج المسيحي، والتي شرحناها كما يجب وفهمناها، لا تقلّل بأيّ طريقة كانت من احترام مَن يختبرون الانجذاب إلى الجنس نفسه. وكأعضاء في الكنيسة، نؤمن أنّ كلّ الأفراد متساوين في نظر الربّ، ويجب معاملتهم على الدوام بحبّ وكرامة واحترام”.
أمّا لجنة الاستفتاء، ودائماً بحسب مقال نيام تووي على موقع irishtimes.com الإلكتروني، فأجابت بدورها أنّ الاستفتاء يطلب إلى الناس التصويت على سماحهم أو عدم سماحهم بزواج شخصين، بغضّ النظر عن جنسهما.
من ناحيته، قال براندن ليهاي أسقف ليمريك خلال العطلة الأسبوعية الفائتة إنّ التغيّرات في الزواج ضمن الدستور ستترك تأثيراً عميقاً على حياة العائلة، وبخاصّة على الأولاد الذين “يحقّ لهم أن يتربّوا على يد أب وأمّ، إلّا عندما لا يكون هذا ممكناً”.
ندى بطرس / زينيت