في العالم القديم، كانت الرِجلان شيئاً بغاية القذارة بما أنّ من عاشوا في حقبة المسيح كانوا ينتعلون الصنادل ويسيرون على طرقات غير معبّدة. لذا، كان من المهمّ أن تكون الرجلان نظيفتين لدى الدخول إلى مكان ما. لكن لمَ غسل يسوع أرجل تلاميذه، خاصة وأنّ هذا العمل يبدو لنا مذلّاً، مع كونه شخصياً جداً لا بل حميمياً؟
بحسب مقال أعدّه مارشال كونولي ونشره موقع catholic.org الإلكتروني، تُظهر آخر مهمّات يسوع على الأرض قبل انتقاله إلى الآب رسالة مهمّة حول كيفية وجوب أن نكون كمسيحيين. فهل نحن مستعدّون لغسل رجلي قريبنا كما فعل يسوع؟
بناء على إنجيل القديس يوحنا في فصله الثالث عشر، تظهر لنا الآيات 1 لغاية 17، قام يسوع بعد العشاء وخلع ثوبه وأخذ منشفة واتّزر بها، ثمّ صبّ ماء وبدأ يغسل أرجل التلاميذ باستثناء يهوذا الذي كان قد خرج ليخونه. إلّا أنّ بطرس اعترض لغسل يسوع رجليه، فما كان من الأخير إلّا أن أجابه: “إن كنت لا أغسلك، فلا نصيب لك معي”. وبعد الانتهاء من الغسل، شرح يسوع لتلاميذه ما فعله والسبب وراء ذلك، ثمّ قال لهم: “يجب عليكم أنتم أيضاً أن يغسل بعضكم أرجل بعض. وأنا أعطيتكم ما تقتدون به فتعملوا ما عملته لكم”. وشرح لهم أنّه “ما من خادم أعظم من سيّده، ولا رسول أعظم من الذي أرسله”، خاتماً بالقول “الآن عرفتم هذه الحقيقة، فهنيئاً لكم إن عملتم بها”.
لكن ما الدلالة خلف هذا؟ إنّ ما أشار إليه يسوع يندرج ضمن إطار خدمة القريب، حتى لو عنى ذلك قيامنا بأمور لا نحبّ فعلها، أو قيامنا بأفعال “قذرة أو صعبة لا نجدها من مستوانا”. ألم يغسل ابن الله أرجل تلاميذه؟ ونحن لسنا أعظم منه على الإطلاق، لذا فعلينا أن نحذو حذوه.
أمّا من الناحية الكنسيّة، فإنّ احتفال الغسل مهمّ ليفهم الناس أنه عليهم خدمة الآخرين بروح التواضع، كما وأنّه تذكير لكوننا جسد المسيح. من هنا، نحن مدعوّون لتلبية نداء الواجب!
Zenit