لربما تساءلت كثيرًا أو سمعت عن المناولة الروحية ولكنك لا تعي معناها والفوائد الوافرة التي يجنيها من يمارسها. انطلاقًا من تذكار القديس ألفونس ماري دو ليغوري الذي تعيّد له الكنيسة اليوم بحسب الطقس اللاتيني في الأول من شهر آب، أحببنا أن نسلّط الضوء على المناولة الروحية هو من خصّ لها مكانة كبيرة في كتاباته وصلواته ومن أشهر كتبه نذكر أمجاد مريم البتول. ما هي المناولة الروحية؟ كيف تتم ممارستها؟ وما فوائدها؟
نقتبس أقوال القديس ألفونس ماري دو ليغوري بشأن هذا الموضوع، هو من قال: “كما في كل زيارة للقربان الأقدس، سنتكلّم عن المناولة الروحية ومن الضروري أن أشرح لكم ما تعنيه هذه الكلمة، وما الفوائد الوافرة التي تجنيها. إنّ المناولة الروحية بحسب القديس توما اللاهوتي، ترتكز على الرغبة الجامحة في تحقيق المناولة الفعلية ضمن مشاعر المحبة، كما لو أننا تناولنا فعلاً. فإنّ الله يرتضي بهذه المناولات الروحية مغدقًا نعمه. وقد أعلن هو نفسه ذلك لخادمته الأمينة باولا مارشيسكا، مؤسسة دير القديسة كاترينا السيانية في نابولي، فنقرأ في قصة حياتها بأنّ الله أظهر لها إناءين ثمينين، أولهما ذهب والثاني من فضة وقال لها: “إنني أحفظ في إناء الذهب المناولات الفعلية وفي الفضة المناولات الروحية”.
كانت الطوباوية حنة للصليب قد سمعت الرب يقول لها بأنها كلّما تناولت مناولة روحية تنال النعمة عينها التي تجنيها من المناولة الفعلية. ويكفي أن نعرف بأنّ المجمع التريدنتيني يمتدح المناولات الروحية ويلحّ على المؤمنين أن يواظبوا عليها. وأما عن فعل المناولة الروحية فنصلّي: “أنا أؤمن يا يسوع بأنك موجود في سر القربان الأقدس، أحبك وأريدك، فهلمّ إلى قلبي، إني أغمرك فلا تنفصل عني: “أسألك أيها الرب يسوع المسيحأن تملأ عقلي من قوة حبك ومن ناره المضطرمة لأموت في سبيل محبتك لأنك سبق ومتّ في سبيل محبتي” (فرنسيس الأسيزي). “يا محية غير محبوبة يا محبة غير معروفة ” (القديسة ماري مادلين دي بازي). “يا عريسي متى ستأخذني إليك” (القديس بطرس دالكنتارا).
زينيت