شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | ما هي مراحل حياة الزهد بحسب تريزيا الأفيلية؟
ما هي مراحل حياة الزهد بحسب تريزيا الأفيلية؟
تريزيا الأفيلية

ما هي مراحل حياة الزهد بحسب تريزيا الأفيلية؟

ألّفت تريزيا الأفيلية في ختام مسارها الروحي كتاب المساكن حيث شبّهت روحنا – مسكن الله – بقصر. واعتبرت أن المساكن الأولى هي الدخول إلى الحياة الروحية وهي أساس كل ما سيلي ذلك. واستندت بخاصة إلى أربعة اقتباسات بيبلية.

الأول هو “في بيت أبي منازل كثيرة” (يوحنا 14، 2) الذي يشير برأيها إلى هذا “القصر الداخلي”.

والثاني “إن أحبني أحد يحفظ كلمتي، وأبي يحبه وإليه نأتي وعنده نجعل مقامنا” (يوحنا 14، 23) الذي يلخص المسار الروحي الذي تصفه.

والثالث “نعيمي مع بني البشر” (أمثال 8، 31) الذي يظهر أننا فردوس الله.

والرابع “لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا” (تكوين 1، 26) الذي يبرهن أننا خُلقنا لنُحبّ كما يحب الله لأن الله محبة. فقد شاء الله أن يعطينا هبة الحب كما يحب هو.
المساكن الأولى هي رواق المدخل إلى الحياة الروحية. نجتازه عندما نقرر البحث عن الله فينا والاتكال عليه لأن أسوأ بؤس بالنسبة إلى القديسة تريزيا الأفيلية هو أن نعيش من دون الله، أو أن نتخيل أننا قادرون على فعل الخير من دونه. وإن الثمار الأربع للمساكن الأولى التي ستنضج على مسارنا الروحي هي الحرية والتواضع والمحبة والنضوج. وستسمح المساكن الثانية والثالثة والرابعة بتعميق الحياة الروحية المفهومة كدرب نحو الله، كمشاركة تدريجية في الحياة الإلهية. هذه الهبة مجانية، ولكن يجب أن نصمم على الترحيب بها، وجعل هذا الترحيب بها محور حياتنا بالإضافة إلى التطهّر مما يحل فينا محل الله. فالله هو الذي ينقلنا من مسكن إلى آخر متى شاء وكيفما شاء.

المساكن الثانية هي تطهير علاقتنا بالعالم. والسلاح للتوصل إلى ذلك هو الإيمان بالمسيح وتسليم الذات له هو الذي سيحررنا (غلاطية 5، 1).

المساكن الثالثة مرتبطة بتوضيح العلاقة بالذات. هنا، يحدق بنا خطر أن نكون مثل هذا الشاب الغني الذي بدأ جيداً لكنه وجد نفسه حزيناً في النهاية.

المساكن الرابعة متعلقة بتعميق علاقتنا بالله. فيحلّ سلام كبير تدريجياً في أعماق الروح. وتُعاش الثقة والتواضع والامتنان بشكل أعمق.

الدخول إلى المساكن الخامسة يتسم بتغيير. فلا يتم الانتقال من المساكن الرابعة إلى الخامسة كما يجري الانتقال من الثانية إلى الثالثة أو من الثالثة إلى الرابعة. حياتنا هي درب نحو الله، لكننا نختبر أن الله يعيش فينا، كما يعكس كلام القديس بولس: “فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ” (غلاطية 2، 20)! الرغبة بالحب تكون أقوى: نستقبل حياة جديدة ونفقد مراجعنا القديمة وهدوءنا الاعتيادي.

المساكن السادسة تتجسد في “خطوبة روحية”: تتعاقب الآلام المرتبطة بشعور بغياب الله والتجارب العميقة لحضور المسيح. السلاح الذي لا بد من استخدامه في هذه المحن هو العودة إلى إنسانية المسيح المقدسة: يسوع ينضم إلينا في ضعفنا البشري من أجل تغييره، منعشاً رغبتنا في الحب في شركة معه.

أخيراً، تعتبر المساكن السابعة نقطة الاكتمال المتسمة بالاتحاد مع الله في “الزواج الروحي”. هذا الزواج الروحي مُنح للقديسة تريزيا الأفيلية في 18 نوفمبر 1572. الاتحاد بالله هو مشاركة عميقة في رغبة الله بخلاص جميع البشر. من خلال الزواج الروحي، يتبدل كل شيء ونتلقى رغبة جديدة بالعيش من خلال قبول وضعنا والتزاماتنا على الأرض بشكل ملموس من دون أي هرب من الواقع.
أليتيا

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).