لليوم الثاني توالياً، نفذ الاساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية بعد ظهر امس اعتصاماً عند مفترق القصر الجمهوري مطالبين باقرار ملف التفرغ الذي يناضلون من اجله منذ سنوات. وكانت اللجنة الخاصة بهم اعلنت اضراباً في كل كليات الجامعة وفروعها، دعمه قرار اصدره مدير الفرع الثاني لكلية الاداب الدكتور ديزيره سقال بوقف الدروس في الفرع تضامنا، اعتُبر انه مخالف للقانون اذ لا يحق لمدير او عميد اعلان وقف الدروس.
وبغض النظر عن انقسامات بين المتعاقدين انفسهم، تبقى قضية التفرغ ملحة بالنسبة الى الجامعة الوطنية انطلاقاً من حاجاتها وانسانية بالنسبة الى مئات المتعاقدين الذين هم شريانها الاساسي ويقبضون رواتبهم كل سنتين مرة من دون ضمانات اجتماعية.
وفي هذا الاطار، تحدث رئيس رابطة الاساتذة المتفرغين الدكتور حميد حكم لـ”النهار” مؤكداً ان “الرابطة داعمة لمطالب المتعاقدين، وتعتبر ان ملف التفرغ من الاولويات الى جانب تعيين العمداء”، واعتبر ان “التفرغ هو في التصاق وثيق بتعيين العمداء، وان كنا نسعى الى فصلهما والمضي في اصدار ملف التفرغ، خصوصاً وان الجامعة اصبحت هرمة وفي حاجة ماسة الى المتعاقدين في ظل نظام الـ LMD”.
اضاف: “هناك اكثر من الف متعاقد يستحقون التفرغ، ونحن نتابع الملف انطلاقاً من حاجة الجامعة الى تجديد كادراتها، وانطلاقاً من انه لم يعد يجوز السكوت عن حالة القهر التي يعيشها هؤلاء المتعاقدون”.
ولفت الى ان “الاساتذة اصبحوا رهائن بل ضحايا المحاصصة في موضوع تعيين العمداء، والمسؤولون لا يعيّنون العمداء ولا يقرّون التفرغ”، مؤكداً ان “وزير التربية والتعليم العالي الياس ابو صعب شدد على وجوب تلازم الملفين في جلسة واحدة لأنه لا يجوز ان تبقى الجامعة بلا عمداء ايضاً، وكذلك رئيس الحكومة ابدى ايجابية رغم ان الحكومة عمرها قصير وهمّها الاساسي انتخاب رئيس للجمهورية ولكنه اكد ان الجامعة ايضا ستحظى بالاولوية”.
وفيما اكد حكم ان “الملف لا يزال في رئاسة الجامعة لاعادة ترميمه (حذف حالات السفر والتقاعد والوفاة) والتشاور مع العمداء، فان وزير التربية اكد ايضاً لحكم انه لم يتسلمه بعد ليقوم بمهمته في ارساله الى مجلس الوزراء ليتم وضعه على جدول الاعمال”.
“هل تعني ان التحرك الذي يقوم به المتعاقدون حالياً لا معنى له، اذ انهم يطالبون ببت ملف لا يزال عالقاً في الجامعة نفسها؟”، اجاب: “لا بأس بتحرك تذكيري الان بقضيتهم الملحة، ولكن الجهود التي تبذل اليوم قد نحتاج اليها في وقت لاحق، اي عندما يصل الملف الى مجلس الوزراء. الكرة اليوم في ملعب الجامعة. التأخير له اسبابه بالطبع، ولا نية سيئة عند احد، وعلى العكس كلنا نتسابق لبت هذا الملف”.
وختم مؤكداً ان “الطابع الاكاديمي للملف موجود، والحاجة موجودة، لذا نتمنى على رئاسة الجامعة ارساله الى وزارة التربية في اسرع وقت نظراً الى عمر الحكومة القصير ليأخذ مساره الى جدول اعمال مجلس الوزراء ويصل الى خواتيمه”.
يذكر ان اعتصام الاساتذة المتعاقدين على مفرق القصر الجمهوري تم لليوم الثاني توالياً، وتحدث فيه عدد من الاساتذة مطالبين بانجاز ملف التفرغ قبل ان يضطر الاساتذة الى التصعيد ووقف الدراسة في الجامعة. وفي المقابل تابعت بعض الفروع الدراسة من خلال الاساتذة المتفرغين باستثناء الفرع الثاني لكلية الآداب الذي توقفت فيه الدروس بقرار من المدير.
جويل رياشي / النهار