حاضر الاب مجدي علاوي مؤسس قريتي “سعادة السماء” و”مريم”، اللتين تهتمان بالمدمنين، عن تأثير المخدرات على الشباب في مدرسة الاباء الكبوشيين البترون، بدعوة من لجنة الاهل، في حضور رئيس الدير والمرشد الروحي الاب شارل سلهب، مديرة المدرسة سهام العشي وأعضاء لجنة الاهل فيفيان فارس، غادة دعبول، ابتسام ضاهر وزينة سمراني بالاضافة الى أفراد الهيئة التعليمية وطلاب.
سلهب
بداية رحب الاب سلهب بالطلاب، وشكر لجنة الاهل التي حضرت واهتمت بتنظيم هذه المحاضرة “التي هي من اهم المحاضرات التي يجب ان يستمع اليها شبابنا وخاصة في مثل هذه الايام الصعبة التي نمر بها والتي يجب اخذ الحيطة منها كي لا ننجرف وراء الملذات”.
علاوي
ثم تحدث الاب علاوي فعرف بالمخدرات انها “آفة من افات المجتمع يجب ان تتجنبوها لانها تدمر مستقبل اي انسان يتعاطيها، فتعاطي المخدرات يضيع شبيبتنا وتبعدهم عن طريق الله فلذلك لا يستطيعون ان ينموا بنعمته ويضلوا طريق القداسة”.
وتوجه الى الطلاب بالقول: “انتم تتعلمون وتنجحون والعالم يتلهى بالملذات والشهوات والشيطان شاطر يغرينا، والانسان كائن ضعيف يضعف امام الملذات، عندها يغلبكم الشيطان وتنسوا بأنكم انتم اولاد الله ونور العالم وملح الارض. فبالمعمودية يحل عليكم الروح القدس، والله خلقنا لنكون احرارا ونعيش بسلام والحياة عبارة عن طريقين طريق عتمة وطريق اخرى طريق خير ونور وانتم يجب ان تختاروا في ما بينهما”.
وأضاف: “الاولاد هم الاهم في حياة الاهل ومن يكرم اباه وامه يعيش بسلام، لكنكم لا تفهمون احساس الاهل عندما يدركون ان اولادهم منحرفون وعندهم مشاكل”، داعيا الى “ان نتحاور مع اهلنا حول اية مشكلة تعترضنا وان لم يسمعنا الاهل نتصل بالمسؤول في مدرستنا. فالمشكلة تكبر في لبنان وفي العالم وان جسمنا ليس لعبة وهو ملكنا وليس ملك احد غيرنا، لذلك اعرفوا من تعاشروا لانكم ان عاشرتم مدمنا يجرفكم معه بالادمان ويدمر حياتكم وحياة اهلكم الذين يتأملون فيكم كل خير وبركة، فأنتم رسل المسيح على الارض”.
وقال: “الادمان وشرب الكحول حالة مرضية، ويؤكد الطب ان من يتعاطى سيجارة حشيشة يصبح عنده انفصام في الشخصية فيتجرد من كل حقوقه المدنية ويتناول الادوية طوال حياته ويشكو من كسل وانعزال ولا يمكنه ان ينجب اولادا ويحكم عليه بالسجن. فالحشيشة خدعة من الغرب والدولة التي تشرع زراعتها هي دولة غير مسؤولة عن شعبها، فكل المدمنين بدأوا بشرب سيجارة حشيشة ونحن لسنا حقل تجربة ومن جرب اصبح مدمنا وعندما يعرفون الاهل ان اولادهم مدمنون يقف الزمن عندهم ويجندون حياتهم كلها لمساعدتهم”، متسائلا “لماذا نعرض اهلنا لهذه المشكلة، فالحشيشة هي اخطر من قنبلة نووية ونحن لن نسمح ان تشرع زراعة الحشيشة في لبنان”.
ثم عرض فيلم من إنتاج جمعية “سعادة السماء” عن طلاب يتعاطون المخدرات وكيفية مواجهة الاهل للمشكلة. ثم دار نقاش بين الاب علاوي والطلاب الذين ناقشوا الموضوع من جوانبه الايجابية والسلبية. بعدها كانت شهادة حياة من شاب تعاطى المخدرات وتعرض لاغتصاب في مدرسته، فأصبح يغيب عن المدرسة ولم يستطع ان يخبر احدا بما يجري معه مما زاد المشاكل بينه وبين اهله، فدخل الى قرية “سعادة السماء” حيث خضع للعلاج وتعافى من ادمانه لكنه سوف يدخل السجن ويتحاكم بتهمة الادمان”.
وأسف لأن “يدخل الانسان مدمنا ليخرج من السجن تاجرا وهنا يكمن خطأ الدولة التي تعاقب بعد المعالجة ولا تنظر الى ذلك الانسان بأنه كائن ضعيف، ان عاشر اشرارا صار شريرا وان عاشر احرارا صار حرا وكم من السجون يكمن فيها الاشرار. فبعد الجهد الذي تكبده المدمن للابتعاد عن المخدرات يدخل برجليه الى السجن مما يجعله مجددا عرضة للمخدرات”.
وطنية