انعقدت في بكركي أمس الدورة العادية الخمسون لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة السفير البابوي غبريالي كاتشا ممثلا البابا فرنسيس، وبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، وبطريرك الأرمن الكاثوليك كريكور بدروس العشرين، وبطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، ومطارنة، ورؤساء عامين ورئيسات عامات، وأمين سر المجلس المونسنيور وهيب الخواجا.
وألقى البطريرك الراعي كلمة الإفتتاح رحب فيها بالأعضاء الجدد في المجلس: المطران جوزف نفاع النائب البطريركي الماروني الجديد، والمطران سيزار أسيان النائب الرسولي الجديد للاتين في لبنان خلفا للمطران المتقاعد بولس دحدح، والأباتي نعمة الله هاشم الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية خلفا للأباتي طنوس نعمة، والأخت كريستينا سلامة المسؤولة عن جمعية راهبات مار يوسف – ليون في لبنان خلفا للأخت سيلفستر العلم.
وبعدما شرح موضوعات الدورة، قال: “نشكر الله الذي استجاب صلاتنا وصلاة شعبنا، فصار الإتفاق بين الكتل السياسية والنيابية، بعد سنتين وخمسة أشهر من الفراغ، وتم انتخاب رئيس للبلاد بشخص العماد ميشال عون، وتكليف الشيخ سعد الحريري رئاسة الحكومة الجديدة وتشكيلها بالاتفاق مع فخامة الرئيس (المادة 53/4 من الدستور). إننا نهنئ رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف والشعب اللبناني، ونتطلع مع الجميع إلى تشكيل سريع لمجلس الوزراء بروح الميثاق والدستور، فيكون وزرائه من الاكفياء والتكنوقراط، الممثلين لمختلف شرائح المجتمع اللبناني، جامعاً لا إلغائياً، وصورة عن نهج العهد الجديد، وعن الحكومات التي ستليه. فالمطلوب مجلس يحقق المصالحة الوطنية الكاملة والشاملة، ويبدأ بوضع قانون جديد للانتخابات النيابية يؤمن صحة التمثيل وعدالته، ويعطي قيمة لصوت الناخب بحيث يتمكن من ممارسة حقه في المساءلة والمحاسبة. مجلس ينكب، في الوقت عينه، على المضي في مواجهة التحديات الراهنة وأهمها النهوض الإقتصادي بكل قطاعاته وتعزيز الإنماء والبيئة، تقليص الدين العام، إقرار الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب العادلة والمنصفة للجميع، معالجة خطر النازحين واللاجئين على المستوى الإقتصادي والأمني والسياسي والثقافي، ومستقبل الشباب اللبناني”.
كاتشا
ثم كانت كلمة للسفير البابوي أشار فيها الى ان “المصالحة تبقى في أولوية اهتمامات كنائس الشرق التي عانت كثيرا من الإضطهاد والإستشهاد”. وتحدث عن “ازدياد عدد اللاجئين الذين أتوا الى لبنان في السنوات الأخيرة”، مذكرا بما دعا اليه البابا فرنسيس قبل سنة إذ طلب من كل رعية ودير استقبال عائلة واحدة، وقال: “اين نحن من كل هذا في لبنان؟ ماذا فعلنا في مجتمعنا المسيحي؟”.
وتناول موضوع العمال والعاملات الأجانب الذين يعملون في لبنان ومن بينهم الكثير من الطائفة المسيحية، وطلب من المسيحيين “التصرف بعدل مع هؤلاء”.
وختم بالتعبير باسم البابا عن سعادته لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتمنى “ان يكون التوافق الذي أدى الى هذا الإنتخاب بداية لإعادة بناء الدولة”.
ثم وجه الراعي باسم أعضاء المجلس، رسالة الى البابا فرنسيس يعلمه فيها بأعمال الدورة ويشكره على مبادراته تجاه لبنان والشرق الأوسط.
النهار