عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك إجتماعها الشهري برئاسة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، وأصدرت بياناً توقفت فيه عند “الإهتراء المتمادي في مؤسسات الدولة والشلل الزاحف إلى كل المرافق العامة والإخفاق في إيجاد الحلول للمسائل الملحّة، وعلى رأسها معالجة النفايات المتراكمة في الشوارع والساحات والأحراج والتي تهدّد المواطن في صحته وبيئته، كما توقف عند الإمعان في الفراغ في سدة الرئاسة التي هي الأساس وحجر الزاوية في قيام الدولة ومؤسساتها، وتعطيل العمل التشريعي والرقابي لمجلس النواب، وخصوصاً لجهة إقرار قانون للإنتخابات النيابية يعطي بارقة أمل في إجراء الإنتخابات وتصحيح التمثيل”.
وأسف المجلس لوقف المملكة العربية السعودية العمل بالهبة التي كانت مخصصة لتسليح الجيش اللبناني، “في الوقت الذي يواجه الجيش تحديات جمّة على رأسها التصدي للمجموعات الإرهابية المنتشرة على الحدود مع سوريا وهو يقوم بمحاربة الإرهاب الذي يُهدّد العديد من الدول، كما يعمل على حفظ الأمن والإستقرار في الداخل”، وأمل من المملكة “أن تُعيد النظر في قرارها”. وأكد الحفاظ على علاقة لبنان مع الدول العربية والخليجية، “خصوصاً تلك التي كانت لها مساهمات واضحة في وحدة لبنان وإعادة إعماره والتشجيع على الإستثمار فيه”. وشدّد على “وجوب احترام الإجماع العربي، مع أخذ خصوصية لبنان في الإعتبار، وتحييده عن الصراعات الخارجية”.
واستغرب “محاولات التهميش التي يتعرّض لها جهاز أمن الدولة من مرجعيات باتت معروفة، وآخر علامات هذا التهميش عدم دعوته من رئاسة الحكومة الى الاجتماع الأمني الذي عُقد في السرايا، وهي خطوة مستغربة من رئيس الحكومة تمام سلام الذي لم نعهده إلا محافظاً على المؤسسات وراعياً لها، خصوصاً أن هذا الجهاز يساهم في مكافحة الإرهاب، وقد حقق إنجازين حديثين في كشف جريمتي اغتيال شخصين من رعايا الكويت في عاريا، وجريمة برج حمود التي قضى فيها كويتي ثالث وشخص سوري”. كما توقّف عند “التضييق الذي يتعرّض له الجهاز من وزير المال، ما يترك استياءً لدى المرجعيّات المسيحيّة من مختلف المذاهب التي تتابع هذا الملف، وكأنّ هناك نيّة لاستهداف هذه المؤسسة التي تشكّل جزءاً من منظومة أمنية متكاملة تتوزع قياداتها على سائر الطوائف والمذاهب”.
واعتبر”أن مشهد السجالات في التفتيش المركزي وخروج مفتشين عامين عن موجب التحفظ وهرمية الهيئة يدل على الوضع المتردي الذي وصلت إليه أجهزة الرقابة وهي المكلفة مراقبة الفساد ومحاسبة الفاسدين”. وطالب مجلس الوزراء “بفتح ملفات أجهزة الرقابة وتصحيح أوضاعها”، وتوقّف عند “الواقع الذي تشهده أبرشيّة صور للروم الكاثوليك في ضوء المراجعات التي تلقّاها من أبناء الطائفة هناك”، وشدّد على معالجة السلطات الكنسية المختصة هذا الموضوع.
تصال بسلام
وفي الإطار نفسه، اتصل البطريرك لحام خلال الاجتماع هاتفيا بالرئيس سلام، وعرض معه مشكلة جهاز امن الدولة و”مظاهر التهميش الذي يطاول المدير العام للجهاز اللواء جورج قرعة والمديرية عموماً”، مشدداً على “ضرورة حل هذا الملف بالسرعة القصوى بالحفاظ على كرامة المدير العام وعلى هذه المؤسسة الأمنية”.
النهار