أعرب المطارنة الموارنة عن قلقهم لحال التأزم التي تجتاح البلاد وتنذر بمستقبل قاتم، داعين القوى السياسية الى “الكف عن التلاعب بمصير البلاد والذهاب الى فراغ دستوري كامل لا يخطر على بال احد مقدار نتائجه الوخيمة”.
عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الدوري برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، وأصدروا بياناً تلاه امين سر البطريركية الخوري رفيق الورشا وجاء فيه: “أنشأ الآباء لجنة بطريركية للبيئة مؤلّفة من المطارنة: منير خيرالله رئيسًا، وبولس صيّاح وكميل زيدان عضوين، تعمل بالتعاون مع خبراء،على وضع استراتيجية للعناية بالخليقة في ضوء تعاليم الكنيسة، وبخاصّة رسالة البابا فرنسيس والمجمع البطريركي الماروني”.
وأضاف: “تقلقُ الآباءَ حالُ التأزّم التي تجتاح البلاد، وهي تنذر بمستقبل قاتمٍ، وتشير إلى مستوى العجز السياسي الذي يضرِبُ عميقًا في الإرادة السياسيّة لدى المسؤولين، جرّاءَ الارتهان الضيِّق للخيارات المحدودةِ الأفق. فلا يمكنُ الخروجُ منها إلا بتوبةٍ سياسيّة صادقة، تَقُرّ في الدرجة الأولى بأنّ السبب الأساسي للانحدار الحاصل، يكمنُ في غياب رأسٍ ناظمٍ للدولة،ومحاولة بعض المسؤولين استغلالَ هذا الغياب، لفرض نفسه على أنّه البديلُ الشَّرعي عن الرأس. إنَّ الآباء يطالبون الجماعةَ السياسية بالكفِّ عن التلاعب بمصير البلاد، والذهابِ إلى فراغ دستوري كامل، لا يخطُر على بالِ أحد مقدارُ نتائجه الوخيمة.
يذكّر الآباءُ بأن لا أحدَ أكبرُ من لبنان، ولا يحقّ لأحد أو لمجموعة إخضاع مصير البلاد لمصالح شخصية أو فئوية أو مذهبية أو إقليمية. لذلك يطلب الآباء من الجميع إعلان ولائهم لهذا الوطن الذي أعطاهم هويةً وكرامةً ومقدَّرات، والذي يستعدُّ على يد المخلصين له للاحتفال بعد خمس سنوات بالمئوية الأولى لإعلانه دولةً مستقلَّة. ويذكّرون بإسهام البطريركية للخروج من الأزمات التي يتخبّط فيها لبنان، من خلال الوثائق التي أصدرتها وهي: “شرعة العمل السياسي” (2009) و”الوثيقة الوطنية” (9 شباط 2014) و”الوثيقة الاقتصادية” (25 آذار 2015)، ويدعون الهيئات السياسية والاقتصادية للرجوع إليها.
يأسف الآباء للعنف الذي استُعمِل في قمع التعبير عن الرأي، ويدينون في الوقت عينه اندساسَ مجموعاتٍ بين المتظاهرين شوّهت أهدافَهم الوطنية المُحقّة، كما يستنكرون العنف الذي مارسوه على رجال الأمن. ويهيبون بالوسائل الإعلامية توخّي الموضوعية والعملَ على تهدئة الخواطر، ويناشدون السلطات مسك الأمن بعيدًا عن الصراعات السياسية”.
hgkihv