شارك في الاجتماع برئاسة غبطة البطريرك غريغوريوس الثَّالث لحّام، رئيس المجلس، وحضور غبطة البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي وسيادة السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري، السادة المطارنة أعضاء المجلس.
عالج المجلس برنامج الأعمال المحضّر من قبل الخورسقف منير سقّال أمين السرّ والموافق عليه وفي نهاية الاجتماع، أصدر المجلس البيان التالي:
1. تدخل الأزمة في سوريا عامها الرابع، ولسان حالنا جميعًا هي كلمات مطلع وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني “فرح ورجاء” (عام 1965): “إنَّ آمال البشر وأفراحهم في زمننا هذا، إنَّ أحزانهم وضيقاتهم، لاسيَّما الفقراء منهم والمعذَّبين جميعًا، هي أفراح تلاميذ المسيح وآمالهم، هي أحزانهم وضيقاتهم. وهل من شيء إنساني حقّ إلاّ ولهُ صداه في قلوبهم”
2. إنَّنا نترحَّم على أرواح جميع شهدائنا. ونصلِّي لأجل شفاء المرضى والجرحى والمعوّقين، والمنكوبين والمهمّشين، نذكر المخطوفين والمغيّبين خاصّة أخوينا المطرانين يوحنّا إبراهيم وبولس يازجي والكهنة ميشيل كيّال وإسحق محفوظ والكثيرين سواهم من أبناء رعايانا.
3. إنَّنا نعلن رفضنا لكلِّ أشكال التطرّف والتكفير والقتل والإجرام والابتزاز، وكلّ التعديات التي تطال الحجر والبشر. ونسنتنكر التعدّيات على دور العبادة، من كنائس وجوامع، ولاسيَّما على كنائسنا. وقد وصل عدد الكنائس التي تضرَّرت أو تهدَّمت حوالي المئة، من جميع الطوائف.
4. ونعلن أنَّنا متضامنون مع بلدنا الحبيب سورية، حكومة وشعبًا. وندعم كلّ الجهود المبذولة لأجل حلِّ سلمي عادل سريع للأزمة، ولاسيَّما من خلال متابعة مؤتمر جنيف. ونريد سورية واحدة متّحدة حرّة ديموقراطيَّة تعدّديّة، تتوفَّر فيها صفات المواطنة للجميع، والحياة الكريمة لكلِّ فئات نسيج المجتمع السورية من جميع الطوائف.
5. وبمناسبة الصوم الأربعيني المبارك ندعو أولادنا إلى الصوم والتضامن والمحبَّة والتعاون والتكاتف لأجل تخفيف معاناة النازحين في البلاد وخارجها. إنَّنا نحتاج إلى نعمة الصوم والصلاة وقوّة الرّوح والإيمان والرجاء والمحبَّة. فلا ننجرَّ إلى مشاعر اليأس والإحباط والخوف. بالرغم من فظاعة معاناتنا المأساويَّة التي تتفاقم يومًا فيومًا. ونسمع صوت قداسة البابا شاكرين له محبّته وعنايته وصلاته لأجل سورية. حيث قال لنا: دعونا لا نفقد شجاعة الصلاة. وقال لنا: لا تتركوا شعلة الأمل تنطفئ في قلوبكم. وندعو الجميع لكي تتحوّل سورية، لاسيَّما بمسيحييها في أيام الصوم، أن تتحوَّل إلى أيادٍ ضارعة مصلِّية. وليبعث فينا الصوم عواطف ومشاعر وقوة الأمل والرجاء.
6. نطلب من الله أن يوصل درب صليبنا الحالي المأساوي الدامي، إلى فجر أفراح يوم القيامة المقدَّسة. وسورية تعود إلى سابق عهدها، إلى السلام والأمان والمودَّة والمحبَّة والتراحم والتواصل والتضامن والاحترام المتبادل والعيش المشترك الكريم لجميع المواطنين.
7. نتوجَّه إلى جميع المواطنين داعينهم إلى العمل لأجل السلام بكلِّ الوسائل، محليًّا وإقليميًا وعالميًا. مشدّين على وقف إطلاق النار، الحوار والمصالحة، وإعادة الإعمار. فكلّنا مسؤولون عن العمل الجاد لأجل السلام.
8. نتوجّه بالشكر الخاص إلى قداسة البابا فرنسيس ونقدّم له التهاني بمناسبة الذكرى الأولى لحبريّته. كما نشكر المؤسَّسات العالميَّة، ولاسيَّما الكاثوليكيَّة ، على الدعم المقدّم لأجل تخفيف معاناة جميع المواطنين السوريين.
مريم العذراء سيدة دمشق وسيدة صيدنايا وجميع المزارات المريميَّة، هي تشمل سورية بعطفها وتعيد السلام والمحبَّة إلى ربوعها. ونستصرخ الضمير العالمي لا سيّما المعنيين من القوى الكبرى في هذه الأزمة على إنهائها. ومع الكنيسة نصلِّي: لنذكر سيدتنا مريم الفائقة القداسة وجميع القديسين، ولنودع المسيح الإله ذواتنا وبعضنا بعضًا وحياتنا كلّها.
ومع السيِّد المسيح نقول لأبناء وبنات رعايانا:
لا تخف أيُّها القطيع الصغير!
وكن نورًا! وملحًا! وخميرةً!