عندما بدأ الكاردينال الفرنسي جان لوي توران المتقدم بين الكرادلة-الشمامسة (2) (وهو المنصب المنوط به إعلان اسم البابا المنتخب) كلمته من على شرفة كاتدرائية مار بطرس بالعبارة الشهيرة : “لدينا بابا” (2) انتظر الجميع سماع الاسم الحقيقي للكاردينال المنتخب قبل إلحاقه بالاسم الذي اختاره البابا الجديد أثناءه حبريته..
فرنسيس كان الاسم الذي اختاره الكاردينال اليسوعي خورخي ماريو برغوليو لحبريته تعبيرا عن الرغبة العميقة لرئيس أساقفة بيونس آيرس في جعل الكنيسة “كنيسة من أجل الفقراء ” تعيش البساطة الإنجيلية كفرنسيس الأسيزي.
ما أن أطل البابا الجديد بثوبه الابيض من على الشرفة حتى توجه إلى آلاف المتجمعين في ساحة القديس بطرس قائلا :
“إخوتي وأخواتي مساء الخير..
يبدو أن إخوتي الكرادلة في بحثهم عن أسقف جديد لروما قد ذهبوا تقريبا إلى اطراف العالم . وها نحن الآن هنا..”
وقبل أن يعطي بركته طلب “معروفا” من الجماهير المحتشدة : “قبل أن يبارك الأسقفُ الشعبَ أطلب منكم أن تصلوا إلى الرب ليباركني..لنصلِّ جميعا هذه الصلاة بصمت , من قبلكم جميعا من أجلي” . ..
حينها ران صمت خاشع في ساحة مار بطرس والبابا حاني الرأس وهو يؤدي صلاة صامتة..
بعد الصلاة تابع قائلاً : ” إخوتي وأخواتي سوف أترككم . شكرا جزيلا لحفاوتكم . صلوا من أجلي وإلى اللقاء قريباً. سنعود ونلتقي مرة أخرى قريباً. سأذهب غداً للصلاة إلى العذراء لكي تحمي روما كلها. تصبحون على خير” .
بهذه الكلمات البسيطة توجه أسقف روما الجديد إلى أبناء رعيته فاتحاً صفحة جديدة في تاريخ كنيسة روما والكنيسة الكاثوليكية بأسرها .
ابراهيم حسكور / زينيت