في ذكرى مرور 25 عاماً على تأسيسه، يتطلع معهد الدراسات السمعية ، البصرية والسينمائية في جامعة القديس يوسف إلى قفزة نوعية في جودة البرامج ونوعية المواد النظرية والتطبيقية “المطعّمة” بنظم معلوماتية حديثة. هذه القائمة التي تواكب مرحلة اليوبيل الفضي للمعهد شكلت محطة مهمة نوه بها رئيس الجامعة الأب سليم دكاش اليسوعي في خطابه السنوي.
إلتقت “النهار” مدير المعهد الدكتور إيلي يزبك في اطلالة على تاريخ المعهد والمحطات المهمة التي سلكها نحو الريادة في تخريج دفعة حملت معها “وزنات” من المعهد في اليسوعية.
لا يمكن وفقاً ليزبك أن نتحدث عن المعهد من دون التنويه بالدور الاساسي والرئيسي للسيدة إيميه بولس التي أسست المعهد عام 1998 وعملت على اطلاقه في خطى ثابتة. وبعد تسلم الأستاذ بول مطر إدارة المعهد عام 2003 وإندفاعه اللامتناهي لمصلحة المعهد وطلابه وقعت المسؤولية على يزبك الذي أشاد ببصمات كل من بولس ومطر في تطور المعهد قائلاً: “لقد بدأ المعهد في مرحلة الإجازة حيث إستمر برنامج الدراسة فيها من 4 سنوات ليتم إدراجه في برنامج دراسي يمتد لـ3 سنوات. وبعد تمكين برنامج الإجازة عامي 1999 و2000 ، دخلنا مرحلة مفصلية متطورة عام 2003 من خلال إستحداث قسم للدراسات العليا ولا سيما مرحلتي الماجستير و ديبلوم الدراسات المعمقة وصولاً إلى إطلاق شهادة الدكتوراه في تخصصات المعهد عام 2005 .”
وعندما سألناه عن الهدف الأساسي من هذا المعهد و”قيمته المضافة”، إذا ما قارناه مع بقية المعاهد التي توفر التخصصات ذاتها أجاب: “نتوق إلى تطوير مناهجنا وموادنا. ونعمل دائماً على تكامل النظري والتطبيقي معاً في البرنامج الدراسي. ونعد مواد نظرية عن تاريخ السينما وكتابة السيناريو، نظرة على تاريخ المسرح وسواها. كما نتميز أيضاً بجملة مواد تطبيقية تعطيها كفايات تعليمية أثبتت نفسها في العمل”.
أما سر نجاح المعهد فيكمن في فتح قنوات جديدة، وفقاً ليزبك، لمهن ثابتة تطلق من خلال إعداد طالب لمهنة إدارة التصوير أو مهندس صوت ومساعد مخرج وغيرها. وقال: “لقد فتحت هذه المهن الجديدة فرص عمل في إعداد الكليب الذي إنطلق من خلال عمل إخراج “مطعم” بمؤثرات خاصة أنجزه عدد من متخرجي معهدنا ومنهم سليم الترك ونادين لبكي وغيرهما. كما إنطلقت أيضاً في عالم الإعلانات فرص عمل مهمة لطلابنا الذين تمرسوا في هذا العلم وراء كواليس الكاميرا أو حتى “في صفوفها الأمامية”. وبرأيه، الأفلام الجديدة التي أطلقت اخيرا تميزت بترك بصمات جديدة كما ظهرت في أفلام نادين لبكي وفيلم “تنورة ماكسي”لجو بو عيد الذي خرج عن النمط التقليدي في صناعة الفيلم السينمائي، وقال: “إن الطالب جو بو عيد قدم فيلمه “تنورة ماكسي “كمشروع تخرج لنيل شهادة الماستر من معهدنا. وعمل على تطويره بعد ذلك ليكون فيلماً سينمائياً لبنانياً استحوذ على إهتمام الجمهور”.
من جهة أخرى، ركز على أهمية تكثيف العلاقات بين المعهد ومعاهد أجنبية وعربية والتمسك بالتعليم المستمر لأساتذة المعهد في برامج معدة لذلك في الجامعة أو في تبادل خبرات مع معاهد أجنبية قال: “لقد فعّلنا العلاقات الأكاديمية مع جامعات عدة، من تبادل الأساتذة والطلاب وتطوير البرامج منها مع السوربون في فرنسا وأكاديمية الفنون للسينما والتلفزيون FAMU في مدينة براغ، فضلاً عن
معاهد عدة في إنكلترا وفنلندا وأخرى في بلدان عربية وفي شمال أفريقيا، وأبرزها في المغرب وفي الجزائر”. كما تناول يزبك دور المكتب المسؤول عن البيداغوجية الجامعية في اليسوعية والذي يعمل مع الأساتذة على تطوير طرائق التعليم التي يكون فيها الطالب مشاركاً أساسياً في عملية التعليم”.
على صعيد آخر، تحدث يزبك عن الطابع الفرنكوفوني للمعهد مشيراً إلى” أننا أضفنا إلى المواد التي تعطى بالفرنسية مواد أخرى في اللغتين العربية والإنكليزية”. وقال: “جامعتنا فرنكوفونية، نعطي في شكل جزئي بعض المواد بالإنكليزية ومنها عن الصوت وتقنياته.”وفي ما خص العربية، أكد أننا نوفر فرصة إعداد شهادة الدكتوراه في اي تخصص في المعهد معدة باللغة العربية، وقال: “كما نوفر أيضاً برنامج ماستر باللغة العربية في فن المسرح. يُعطي مواده أساتذة عدة منهم نصري الصايغ، حنان الحاج علي، حنان قصار، روجيه عساف وميشال جبر”.
عن المشاريع المستقبلية للمعهد، قال ان البرامج ستطعم بمواد عن التقنيات الجديدة، وهذا ما يوفر فرص عمل جديدة للطلاب. أضاف: “إننا سنعمل على تطوير ماسترمشترك مع جامعة “أكس مرساي” لتواصل الفنون مع المجتمع، فضلاً عن رصد حصص تجمع بين الفنون والإخراج ليتمكن الطالب من إمتهان إدارة الأماكن والمشاريع الثقافية”.
ختاماً، أعلن عن سلسلة نشاطات لمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس المعهد، قال: “يحل المخرج الفرنسي إيف بواسيه ضيفاً في المعهد وتعرض أفلامه القيمة التي يناقشها مع الطلاب. كما نعد مسرحية “الآنسة جولي” للكاتب المسرحي السويدى أوغيست ستريندبرج ويشرف على التحضيرات للعمل الذي ترجمه إلى العربية أستاذ المسرح ميشال جبر”.
روزيت فاضل / النهار