زار الرئيس سعد الحريري فور وصوله الى روما مساء امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقر البطريركية في العاصمة الايطالية، وعقد معه اجتماعا حضره المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران فرنسوا عيد ونائبه المونسنيور طوني جبران ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري ومستشار الحريري داود الصايغ.
وأعقبت اللقاء الموسع خلوة بين الحريري والراعي، تحدث قبلها الراعي الى الصحافيين مكتفيا بالقول: “الرئيس الحريري وأنا نتكلم دائما لغة واحدة”.
واستكمل البحث في المواضيع المطروحة الى مائدة عشاء.
وكان الحريري اعتبر في حوار مع “الفيغارو” أن “ما تسمى بـ”الدولة الإسلامية” ليست دولة ولا اسلامية، بل هي مجموعة إرهابية ترتكب افعالاً همجية ودنيئة باسم ديننا، والغالبية الساحقة من المسلمين معتدلون”.
وأكد أن “المعتدلين في العالم العربي متحدون وعازمون على مكافحة التطرف، ولكن عليهم ان يواجهوا في الوقت نفسه تدخل إيران في بلدانهم”.
وإذ حذر من أن “لبنان الذي هو نموذج للتسامح والعيش المشترك للمنطقة كلها مهدد اليوم بالاهتراء المؤسساتي، نتيجة الشغور في الرئاسة الاولى”، أشار الى أن “الوضع في لبنان يتدهور، نتيجة تدخل “حزب الله” في الحرب في سوريا”.
وقال: “يزعمون انهم ذهبوا الى هناك لمنع المجموعات الإرهابية السورية من القدوم إلى لبنان. بيد ان هذه المجموعات نفسها تتذرع بتدخل حزب الله في ســــوريا لجلب المعركة الى لبنان”.
ولفت إلى أن “المساعدة الدولية ضرورية لامتصاص تأثير تدفق النازحين السوريين ودعم الجيش اللبناني في معركته ضد المجموعات المتطرفة”، متوقفاً عند “وضع العاهل السعودي الملك عبد الله في تصرف الجيش والقوى الأمنية في لبنان مبلغ مليار دولار لتلبية الحاجات العاجلة في مجال مكافحة الإرهاب”.
وقال ان “هناك اتفاقا بين فرنسا والسعودية، وأنا لست طرفـــا فيه. وأعتقد أن هذا الاتفاق سار وأن الأمور ستتحقق قريبا”.
وشدد على أن “الملك عبد الله هو على رأس النضال الثقافي والسياسي ضد التطرف الذي يدعي الانتماء الى الإسلام، ولولا دعم الملك ومشاركته، لما كان هناك تحالف دولي ضد الدولة الاسلامية “، مشيراً إلى أن “نواة الدولة الاسلامية مكوّن من السجناء السابقين لتنظيم القاعدة الذين أطلقوا عن قصد من سجون نوري المالكي في العــراق وبشـــار الأســـد فـي سوريا”.
ورأى ان ضربات التحالف العسكرية “ضرورية لكنها غير كافية للأمد البعيد، اذ يجب بأي ثمن دعم المعتدلين وتعزيزهم، اي الذين يرفضون التعصب الديني ويدعون إلى الفصل بين السياسة والدين في شؤون الدولة ويحترمون المبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان. بلدي لبنان هو نموذج للتسامح والعيش المشترك للمنطقة كلها، غير ان هذا النموذج مهدد اليوم بالاهتراء المؤسساتي، نتيجة الشغور في الرئاسة الاولى. نحن البلد الوحيد من المغرب إلى الهند، حيث يجب ان يكون رئيس الجمهورية مسيحيا، بموجب الدستور، ونحاول منذ ايار انتخاب رئيس للجمهورية، ونعمل بكل ما أوتينا من قوة لإنهاء هذا الشغور.
النهار