يقدم الإنترنت كثيراً من الفرص للأطفال والمراهقين، الذين أصبح العديد منهم جمهوراً رئيساً لمتاجر التجزئة الإلكترونية والشراء من خلال الألعاب الإلكترونية. وهذا ما جعل الاهتمام المتزايد لدى الأطفال والمراهقين بمواقع التجارة الإلكترونية، توجّهاً عالمياً متنامياً. فقد أظهرت نتائج دراسة أعدتها كاسبرسكي أنّ الأطفال والمراهقين يستمتعون كالبالغين بمزايا التسوق عبر الإنترنت وأنهم يتصفحون ويشترون، بالطريقة الإلكترونية التي ربما تصبح الوحيدة أو السائدة للتسوق في المستقبل.
دور الأهل
بات من الأهمية بمكان أن يظل الأهل على اطلاع دائم على التغيرات الرئيسية الحاصلة في سلوك أطفالهم على الإنترنت. لذلك ينبغي على الأهل تزويد أطفالهم بالتوجيهات المناسبة والدعم المطلوب لضمان تسوّق إيجابي عبر الإنترنت، لتجنيبهم التعرض عن غير قصد للمخاطر المترتبة على مشاركة المحتالين أية معلومات شخصية أو مالية، وتجنّب احتمال الوقوع ضحايا لخدع قائمة على مبادئ الهندسة الإجتماعية وتحملهم خسائر مالية جرّاء ذلك. فعلى الأهل الاهتمام بعادات أطفالهم عبر الإنترنت والتحدث معهم عما يهمّهم وعن المخاطر التي ينطوي عليها عالم الإنترنت والإحتياطات التي يجب اتخاذها، مع الاهتمام بوضع بعض القواعد الأساسية الواضحة لهذا النشاط، مثل وضع شروط لتسليمهم بطاقة إئتمانية ووضع سقف مالي لها، والحرص على عدم ربطها بالحساب المصرفي.
نصائح مفيدة
كشفت كاسبرسكي عن بعض النصائح التي تساهم في ضمان بقاء الأطفال آمنين على الإنترنت أثناء تصفّح مواقع التسوق الإلكترونية، منها تحذيرهم من استخدام شبكات الإنترنت اللاسلكية غير الموثوق بها في الأماكن العامة لإجراء عمليات سداد لقيمة مشترياتهم من المتاجر الإلكترونية، إذ يمكن اختراق هذه الشبكات بسهولة واعتراض حركة مرور البيانات فيها لسرقة المعلومات السرية. كذلك من المهم الاتفاق مع الأطفال والمراهقين على ضرورة إطلاع أهلهم على أية مدفوعات ينوون القيام بها، أو حتى إجراء جميع المدفوعات بمساعدة أهلهم حتى يتمكنوا من إتقان إجراء هذه المعاملات بمفردهم، مع عدم السماح لهم مطلقاً بإدخال تفاصيل بطاقات الائتمان على مواقع غير مألوفة أو مشبوهة، لتجنّب وصول مجرمي الإنترنت إليها. ومن المهم أيضاً توجيههم لتجنب إطلاع موظفي المبيعات على أية تفاصيل شخصية، سواء عبر الهاتف أو الإنترنت، ومنحهم الثقة لطلب المساعدة عندما يواجهون أية مشاكل أو عندما يكونون غير متأكدين من الإجراءات التي عليهم اتخاذها. في السياق عينه يجب التنبيه عليهم بضرورة الامتناع تماماً عن إطلاع أي شخص من خارج أفراد الأسرة على تفاصيل الدفع، مثل رقم بطاقة الائتمان وتاريخ انتهاء الصلاحية ورمز التعريف الشخصي، على أن يشمل هذا الحظر أصدقاءهم وأي أفراد بالغين آخرين، مع التأكيد لهم بأنه لا يحق لأحد طلب هذه المعلومات منهم في الأصل، ومنعهم أيضاً من حفظ معلومات الدفع على أجهزتهم، التي يمكن أن تقع في أيدي مجرمين إلكترونيين في حال فقدت أو سرقت.
شادي عواد
الجمهورية