شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش في الاجتماع الاستشاري الثالث حول الاتفاق العالمي الخاص بالمهاجرين، والذي عُقد في جنيف يومَي 10 و11 نيسان أبريل الجاري. وكانت للمراقب الدائم ثلاث مداخلات، الأولى حول استقبال اللاجئين حيث ذكَّر المجتمع الدولي بمبدأَي التضامن والانسانية اللذين يشكلان أساس التعايش الاجتماعي والتعاون الدولي. كرر من جهة أخرى ضرورة أن يكون الشخص البشري واحترام كرامة كل شخص محور الاتفاق العالمي المرتقب، ورحب رئيس الأساقفة بإشارة مسودة الاتفاق إلى عدم وجود تناقض بين أمن الحدود وخير اللاجئين وطالبي اللجوء. وشدد في هذا السياق على أهمية وضع سياسات أمنية تشمل الدمج وعدم التمييز، بينما اقترح إضافة مادة تُمًكن اللاجئين من الإبلاغ عن انتهاكات محتمَلة دون التخوف من تعرضهم للاحتجاز أو الترحيل، كما أشار إلى ضرورة الاهتمام باحتياجات القاصرين غير المرافَقين.
وفي مداخلته الثانية تحدث المراقب الدائم عن بنود المسودة المتعلقة بحقوق اللاجئين في مجالَي الصحة والتعليم، وأشار في هذا السياق إلى المدارس باعتبارها أحد أشكال حماية الأطفال، وطالب بإضافة الحاجة إلى توفير فرص التعليم الابتدائي والمتوسط للأطفال والصبية اللاجئين. أما عن الخدمات الصحية فاقترح استبدال الحديث عن “تحديد حزمة من الخدمات الصحية الأساسية” بــ “ضمان الحصول على الخدمات الصحية الأساسية”. اقترح رئيس الأساقفة من جهة أخرى استبدال عنوان أحد فصول المسودة من “الجندر” إلى “تمكين النساء والفتيات”.
وكانت المداخلة الثالثة للمراقب الدائم في جلسات الاجتماع الاستشاري الثالث حول الحلول المقترحة في حالات الطوارئ، وشدد المطران يوركوفيتش على ضرورة بلوغ حلول دائمة لضمان خير اللاجئين والجماعات المضيفة. ورحب بما جاء في المسودة حول الجهود الساعية إلى المصالحة واستعادة الثقة وحول مشاركة العائدين في نشاطات بناء السلام، وذكّر في هذا السياق بحديث البابا فرنسيس إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي لمناسبة تبادل التهاني بحلول العام الجديد 2018 حين ذكَّر قداسته بأهمية تمكين اللاجئين من العودة إلى أوطانهم. رحب المراقب الدائم من جهة أخرى بإشارة المسودة إلى عملية الاندماج التي يجب أن يقوم بها الطرفان، أي المهاجرون والجماعات المستضيفة، على أساس ثقافة اللقاء، وشدد في هذا السياق على أهمية تذكير اللاجئين بواجباتهم إزاء الدول التي تستضيفهم، ما يتطلب احترام قوانين هذه الدول لما فيه الخير العام للجميع.
وختم رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش مذكرا بدعوة الأب الأقدس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للسلام 2018 إلى “التضامن والحكمة والشجاعة، واستغنام أية فرصة للدفع بعمليّة السلام نحو الأمام: فقط بهذه الطريقة لن تصبح الواقعية الضرورية للسياسة الدولية استسلامًا للتشاؤم ولعولمة اللامبالاة”.
إذاعة الفاتيكان