ألقى رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الكاردينال بيتر توركسون مداخلة هذا الخميس في معرض ميلانو الدولي 2015 لمناسبة تقديم كتاب جديد بعنوان “الأرض والغذاء”. واستهل مداخلته لافتا إلى اهتمام الكرسي الرسولي بهذا الحدث، والدليل على ذلك وجود جناح مخصص للكرسي الرسولي والرسالة التي بعث بها البابا فرنسيس لمناسبة افتتاح فعاليات المعرض الدولي الهام. واعتبر نيافته أن هذا الحدث يشكل مناسبة للتفكير الجماعي كما يفسح المجال للكنيسة الكاثوليكية كي تقول كلمتها فيما يتعلق بالغذاء والطاقة من أجل الحياة، مذكرا بأن الكنيسة هي خبيرة في الشؤون الإنسانية، كما قال عنها البابا بولس السادس في مداخلته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في العام 1965.
إن الكنيسة ـ تابع الكاردينال توركسون يقول ـ هي حريصة على الخير المتكامل لكل كائن بشري وكل عائلة وكل جماعة وأمة. وعاد ليذكّر بما جاء في رسالة البابا فرنسيس لمناسبة افتتاح معرض ميلانو الدولي 2015 والتي تطرق فيها إلى ما سمّاه البابا بـ”مفارقة الوفرة”، وحثّ المشاركين في هذا الحدث على صب الاهتمام على تبدل القلب والذهنية بغية التوصل إلى نموذج منصف ومستدام للتنمية والسير قدما باتجاه الحكمة والشجاعة والمسؤولية والتضامن والأخوة.
بعدها أكد المسؤول الفاتيكاني أن الحق في الغذاء هو من أهم حقوق الإنسان الرئيسة وهذا أمر معترف به على صعيد دولي مع أنه ليس مطبقا تماما. ومن هذا المنطلق لا بد أن تتحمل الحكومات وكل الجهات المعنية مسؤولياتها وتقوم بواجباتها على هذا الصعيد وإزاء استمرار الجوع في العالم كما لا بد من إطلاق حملات للتوعية حيال مشكلة الأمن الغذائي والكتاب الجديد الذي يتم تقديمه اليوم يسعى إلى تقديم إسهام متواضع في هذا المجال.
ولفت الكاردينال توركسون إلى أن كتاب “الأرض والغذاء” يقع في مائة وخمسين صفحة وينقسم إلى ثلاثة أجزاء وخاتمة. في الجزء الأول يسلط هذا العمل الضوء على الوضع المقلق للغذاء والزراعة في عالم اليوم إزاء انتشار الفقر وانعدام التنمية. في الجزء الثاني يتطرق الكتاب إلى النظرة البيبلية والكنسية للتنمية الزراعية بغية وضع خطوط توجيهية للعمل بموجبها. أخيرا يقدم الكتاب في جزئه الثالث أجوبة عملية واقتراحات تتعلق بالصناعة الغذائية ضمن إطار المبادئ الخلقية والهادفة إلى تحقيق الخير العام والسلام.
زينيت