شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغر في القمة الوزارية الثالثة والعشرين للدول السبع والخمسين الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا فضلا عن إحدى عشرة دولة شريكة، والتي جرت أعمالها في مدينة هامبورغ الألمانية خلال يومي الخميس والجمعة الفائتين. تمحورت أعمال القمة حول قضايا اقتصادية وسياسية على الصعيد العالمي، لاسيما مسألة محاربة الإرهاب والصراع المسلح الدائر في سورية، ناهيك عن قضايا أخرى مرتبطة بحقوق الإنسان حول العالم.
المطران غالاغر، الذي مثّل الكرسي الرسولي في هذه القمة، ألقى مداخلة أشار فيها إلى أن العديد من الرجال والنساء حول العالم يذهبون ضحية الحروب والصراعات المسلحة والإرهاب، مذكرا بأن البابا فرنسيس تحدث في أكثر من مناسبة عن وجود حرب عالمية ثالثة مجزّأة يعشيها عالمنا المعاصر. وعبر سيادته عن أمل الكرسي الرسولي بأن تلتزم الجماعة الدولية في تطبيق الاتفاقات بهذا الشأن والعمل على إعادة بناء الثقة بين مختلف البلدان المشاركة في القمة الوزارية، لافتا إلى أن بناء السلام في العالم يحتاج إلى التزام جاد من قبل الجميع، وهي مسؤولية ملقاة على عاتق رجال ونساء زماننا المعاصر، لاسيما حكومات الدول والمنظمات الدولية.
بعدها تطرق المسؤول الفاتيكاني إلى الصراعات التي ما تزال تعاني منها مناطق عدة التي تُعنى فيها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، هذا فضلا عن الأزمات الإنسانية الحادة. وأكد أن الكرسي الرسولي، الحريص على بناء عالم خال من الصراعات والحروب، يدعم كل المبادرات الرامية إلى تعزيز قضية السلام والتعاون المشترك والاستقرار.
ولفت سيادته إلى أن المرأة قادرة على لعب دور فاعل في هذا الإطار خصوصا في مجال الوقاية من الصراعات المسلحة وحلها. هذا فضلا عن الدور البالغ الأهمية الذي يُمكن أن تضطلع به الأديان في هذا المجال، وأشار في هذا السياق إلى الرسالة التاريخية التي بعث بها الأساقفة الكاثوليك البولنديون إلى أساقفة ألمانيا في الثامن عشر من تشرين الثاني نوفمبر من العام 1965، والتي كانت في غاية الأهمية في تاريخ العلاقات بين البلدين في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقدمت إسهاما في تحقيق المصالحة بين الشعبين من قبل الكنيسة الكاثوليكية.
وتحدث المطران غالاغر عن الإسهام الذي يقدمه الكرسي الرسولي في أيامنا هذه من أجل إحلال المصالحة في عدد من بلدان أفريقيا وأمريكا اللاتينية. هذا ثم تطرق إلى مشكلة الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي التي يعاني منها الكثير من أبناء زماننا الحاضر. وأكد أن هذا الأمر لا ينتهك كرامة الكائن البشري وحسب إنما يهدد أيضا التلاحم الاجتماعي، ويمكن أن يشعل فتيل الصراعات المسلحة والعنف. وأكد أن العديد من الأشخاص مهددون اليوم بسبب الأعمال العدائية والعنف المرتبطة بالعرق أو الدين، وقال إن الكرسي الرسولي يشجب حالات التمييز وانعدام التسامح السائدة في العديد من المجتمعات. وسلط الضوء في هذا السياق على ضرورة أن يتم تبنّي إجراءات عملية وطارئة من أجل معالجة نتائج وتبعات التهميش الاقتصادي والاجتماعي.
ولم تخلُ مداخلة غالاغر من الإشارة إلى أزمة اللاجئين التي تعاني منها العديد من البلدان الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، معتبرا أن هذه الظاهرة ليست إلا نتيجة للظلم الاجتماعي والاقتصادي والصراعات العنيفة والكوارث البيئة والطبيعية فضلا عن الاضطهاد الديني والعرقي. وختم مذكرا بالنداءات التي أطلقها البابا فرنسيس لصالح هؤلاء الأشخاص داعيا إلى عدم النظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدا للأمن والاستقرار إذ لا بد من احترام كرامتهم والسعي إلى تلبية احتياجاتهم الأساسية.
إذاعة الفاتيكان
الرئيسية | أخبار الكنيسة | مداخلة المطران غالاغر في القمة الوزارية الـ23 للدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا
الوسوم :مداخلة المطران غالاغر في القمة الوزارية الـ23 للدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا