شارك مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف المطران إيفان يوركوفيتش في أعمال الدورة السادسة والستين لمجلس حقوق الإنسان. وألقى سيادته مداخلة للمناسبة تمحورت حول تأثير التمييز العرقي على حقوق النساء والفتيات. استهل الدبلوماسي الفاتيكاني كلمته معربا عن امتنان الكرسي الرسولي للجهود الحثيثة التي تبذلها بعض الدول من أجل القضاء نهائيا على العنصرية والتمييز العرقي وظاهرة الخوف من الأجانب (الكزينوفوبيا) وانعدام التسامح، مشددا على ضرورة أن تحتل هذه المسألة مرتبة أولية بالنسبة للجماعة الدولية ككل. قال سيادته إنه في سياق ظاهرة العولمة التي نعيشها اليوم والتي ينبغي أن تقرّب بين الأشخاص، نشهد حالياً بروز حالات من الانقسامات التي تزداد حدة مع مرور الزمن. كما نرى بوضوح تنامي التفتت في العلاقات الاجتماعية وسط المجتمعات المتعددة الثقافات، فضلا عن بروز الخطاب العنصري والكزينوفوبيا، والتمييز الاجتماعي والعرقي والاستغلال السياسي للاختلافات. واعتبر يوركوفيتش أن هذا التفتت الاجتماعي يسلط الضوء على واقع محدد ألا وهو أن القرب الجغرافي بين الأشخاص ليس لوحده كافيا من أجل خلق ظروف للتفاعل البنّاء والتشارك السلمي. وأكد أن انعدام التضامن الحقيقي يمكن أن يقود إلى الحقد وانعدام التسامح العرقي في المجتمع بغض النظر عما إذا كان المجتمع متطورا أو لا.
ولم تخلُ مداخلة مراقب الكرسي الرسولي من الإشارة إلى الأزمة الملحة التي نعيشها اليوم على صعيد إدارة ظاهرة الهجرة في وقت تنامت فيه هذه الظاهرة خلال السنوات الماضية ولأسباب عدة، من بينها الحروب والتهجير القسري والكوارث الطبيعية. ورأى سيادته أنه في هذا السياق تعاني النساء والفتيات أكثر من سواهن من تحديات وصعوبات كبيرة، ومن بينها أشكال متعددة من التمييز العنصري والكزينوفوبيا وانعدام التسامح على أنواعه. وأكد أنه في مناطق عدة من العالم يتم الانتقاص من قيمة المرأة لمجرد كونها امرأة، وهذا الوضع الشاذ يزداد سوءا عندما تنتمي المرأة إلى أقليات عرقية، دينية أو لغوية. وذكّر سيادته بمواقف البابا فرنسيس الذي شدد في أكثر من مناسبة على أهمية الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع. من هذا المنطلق، اعتبر مراقب الكرسي الرسولي أن الجماعة الدولية مدعوة إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات من أجل مواجهة هذا التحدي ومن بينها إطلاق حملة لتعزيز مكانة المرأة ودورها في المجتمع، مع التركيز على مختلف نواحي الحياة، بدءا من الإقرار العالمي بكرامة المرأة. وهذا ما تطرق إليه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في رسالته إلى النساء في الخامس والعشرين من حزيران يونيو 1995.
هذا ثم أكد المطران يوركوفتيش أن الترياق الأنسب والأنجع لهذه السموم الاجتماعية يتمثل في التربية وهذا الدور ينبغي أن تلعبه الأسرة والمدرسة على حد سواء من أجل إيقاظ الوعي تجاه المساواة بين جميع الأشخاص والإقرار بحقوقهم الأساسية. في ختام مداخلته أكد الدبلوماسي الفاتيكاني أن الكرسي الرسولي يجدد التنديد بكل شكل من أشكال التمييز العرقي ضد الأشخاص ككل لاسيما ضد النساء اللواتي تلعبن دورا أساسيا في المجتمع لا يمكن الاستغناء عنه وقال إن البابا فرنسيس يشدد على ضرورة التصدي لانعدام التسامح الذي يعرض للخطر رخاء المجتمع بأسره.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :مداخلة المطران يوركوفيتش خلال أعمال الدورة الـ36 لمجلس حقوق الإنسان