ألقى مراقب الكرسي الرسولي لدى مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش مداخلة يوم أمس الجمعة أمام المشاركين في أعمال الدورة الخاصة الثامنة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية. استهل الدبلوماسي الفاتيكاني كلمته لافتا إلى أن البابا فرنسيس عبر عن قلقه وحزنه إزاء أعمال العنف التي وقعت في المنطقة وذلك من خلال نداء أطلقه في أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين، وذكّر رئيس الأساقفة يوركوفيتش بأن العنف لا يقود إلى أي نتيجة بل يولّد المزيد من العنف وحسب.
وأشاد بمواقف المجلس الأممي لحقوق الإنسان الذي شدد في أكثر من مناسبة على أن السلام هو الشرط الحيوي من أجل ضمان الدفاع عن حقوق الإنسان بالنسبة للجميع. وأضاف سيادته أن كل كائن بشري يتمتع بالحق في التنعّم بالسلام، لافتا إلى أن المسؤولية الكبرى في هذا السياق تقع على عاتق السلطات الرسمية المدعوة إلى تشجيع جميع الأطراف المعنية على البحث عن الدروب المؤدية إلى سلام مستدام، الذي هو ثمرة العدالة. وذكّر بأن هذا الأمر يتحقق فقط من خلال إطلاق عمليات تفاوضية والسعي إلى حل الصراعات القائمة بروح من التفاهم المتبادل والتعاون. وقال الدبلوماسي الفاتيكاني إن الكرسي الرسولي يود أن يشجع الكل مرة جديدة على أن يقولوا نعم للحوار ولا للصراع، نعم للتلاقي ولا للعنف، نعم للمفاوضات ولا للأعمال العدائية، نعم لاحترام الاتفاقات ولا للمبادرات الاستفزازية، نعم للصدق ولا للمواقف المزدوجة. وأكد سيادته أن كل هذه الأمور تتطلب الشجاعة والقوة والعزم.
ولم تخل كلمة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف من الإشارة إلى أهمية مدينة القدس، وقال: يتعين على الجميع أن يتذكّروا أن هذه المدينة مقدسة بالنسبة لليهود والمسيحيين والمسلمين، وأنها تحتوي على أماكن ومواقع مقدسة بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، وبالتالي تتمتع القدس بدعوة خاصة للسلام. في ختام مداخلته عبّر يوركوفيتش عن أسف وحزن الكرسي الرسولي إزاء سقوط العديد من القتلى والجرحى خلال المصادمات الأخيرة التي وقعت في قطاع غزة والضفة الغربية، وتمنى أن يطغى الحذر والحكمة من أجل تفادي المزيد من التوتر في منطقة تشهد أصلا صراعات عنيفة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا، وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء الماضي، أطلق نداء عبّر فيه عن قلقه البالغ حيال تنامي التوترات في الأرض المقدسة والشرق الأوسط، وقال إن ما يحصل هو نتيجة دوامة العنف التي تُبعد دروب السلام والحوار والتفاوض. وإذ عبر عن ألمه الكبير إزاء القتلى والجرحى وعن قربه بالصلاة والعطف حيال جميع المتألمين أكد أن اللجوء إلى العنف لا يقود إلى السلام، لافتا إلى أن الحرب تولّد الحرب والعنف يولّد العنف وشجع الأطراف المعنية والأسرة الدولية على تجديد الالتزام كي يطغى الحوار والعدالة والسلام.
إذاعة الفاتيكان