أقيم في دير سيدة البير، بقنايا جل الديب، لقاء بعنوان “الإعلام بين الحرية والتبعية” بدعوة من “تيلي لوميار”.
وبعد ترحيب من الإعلامية رولى إيليا، قال الوزير السابق طارق متري: “الحرية التي يحتاج إليها الاعلاميون، والتي غالباً ما يأتي ذكرها في النصوص الدستورية أو القانونية، تحدها بالفعل ممارسات السلطات السياسية والأمنية، خصوصاً سلطات الأمر الواقع، كما هي الحال عندنا، من خلال الضغوط المعلنة أو المضمرة التي تمارسها، مما يوقعنا في شرك الرقابة والرقابة الذاتية”.
وختم: “تبقى المعالجات محفوفة بالصعوبات الجديدة. إلا أنها لا تطيح بالقواعد القديمة والأعراف المهنية التراكمية كنصيحة غسان تويني إلى صحافي شاب منذ نصف قرن أو يزيد: لا تقل أكثر مما تعرف، وعندما لا تعرف لا تقل شيئاً، وعندما تعلن خبراً عليك أن تكشف عن مصدره، ولا تدين أحدا ًلأنك لست قاضياً بل عليك الاكتفاء بالنقد والمساءلة”.
وقال رئيس تحرير جريدة “اللواء” صلاح سلام: “معظم الوسائل الإعلامية وقّعت مرات عدة (37 مرة وفقاً لوزير الإعلام السابق وليد الداعوق) وثيقة تفاهم أو وثيقة شرف وضعتها لنفسها كقاعدة سلوك، وقد آن الأوان كي تحترمها وتطبقها بحذافيرها”.
وقال المدير العام لـ”تلفزيون لبنان” طلال المقدسي: “كوني رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان، أقول إن التلفزيون موضوعي، والخبر يرد كما هو من دون تحوير أو استغلال: لا مقدمات لغسل الدماغ ولا استغلال للشاشة لمآرب آنية”.
وقال رئيس مجلس إدارة “نورسات” المدير العام لـ”تيلي لوميار” جاك الكلاسي: “باتت وسائل الإعلام أدوات للشر أكثر منها للخير، وليس هناك مواجهة فاعلة للحد من أخطارها. والخوف أن يعتاد الشباب صور القتل والدماء والعنف والألم والموت بالجملة، ويعتبرها “شي عادي” ويتابع المشاهدة وكأنه فيلم سينمائي”.
وقال نقيب المحررين الياس عون: “في عصر العولمة تبقى مهنة المتاعب صاحبة الجلالة، مهنة يعيش في كنفها صحافيون ركضوا وراء الأخبار وأجروا التحقيقات والأحاديث مع شخصيات سياسية واقتصادية وفكرية واجتماعية وتربوية، وكتبوا المقالات النقدية، ولا رقيب عليها سوى الضمير”.
وقال رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ: “الإعلام في لبنان يتجه إلى التراجع، وهذا ما يفترض البحث عن المصادر المالية وعن ضرورة تدخل الدولة في هذا المجال، لمساعدة المؤسسات المرئية والمكتوبة كما تفعل الكثير من الدول بما فيها فرنسا بنسبة 15%”.
وقال الأب كميل مبارك: “إذا طغى الربح المادي على رسالة الإعلام تسقط كرامة الإنسان، إذ يراها سلعة من السلع”.
النهار