تفقد المدير العام للآثار المهندس سركيس الخوري أقبية المقر البطريركي الاول في الديمان العائدة الى مئتي سنة مضت في عهد البطريرك يوحنا الحلو، والذي مهد لانتقال البطاركة الموارنة من قنوبين الى الديمان. وشارك في الجولة المدير التنفيذي لرابطة قنوبين للرسالة والتراث الزميل جورج عرب والمهندس نصري طوق.
وأوضح الخوري ان للمقر قيمة تاريخية تراثية وعمرانية مميزة. وبعد الاطلاع على واقعه بناء على طلب رابطة قنوبين البطريركية حدد اشغال الترميم بالآتي:
– تدعيم بعض جوانبه المتصدعة بفعل عوامل الطبيعة ومرور الزمن.
– تنظيف أرضه كلياً وكشف جوانبها، تمهيدا لاعادتها الى ما كانت عليه وهو التراب الحوّاري.
– تلبيس بعض نواحيه بالكلس المخلوط بالتبن.
– تنظيف سقوفه وجدرانه تنظيفاً يدوياً لا يلحق برونقها الاثري أي أذى.
– اضاءته بصورة فنية مناسبة.
– تجميل محيطه لاقامة واحة استراحة تراثية على مدخل وادي قنوبين.
وحدد الخوري شرطاً اساسياً للترميم هو عدم استعمال أية مواد معاصرة من ترابة وغيرها في الاشغال، واعتماد الكلس الطبيعي والحوارة لترميم الجدران والارض، وذلك بهدف المحافظة على طبيعة المقر وخصوصيته التراثية العمرانية، لافتاً الى ان الاشغال ستكون بمثابة عملية تنظيف بدرجة أولى، ثم تدعيم المتصدع، واعادة الاقسام الباقية الى ما كانت عليه، بما فيها الابواب والشبابيك وغرفة مذبح القداس، وسقوف العقود الحجرية المبنية على جدران شير صخري طبيعي في ظاهرة عمرانية نادرة.
واشار الى ان الدراسة الفنية تستكمل خلال ثلاثة اسابيع يمكن بعدها المباشرة بالاشغال ليفتتح المقر مؤهلاً آخر الصيف. وقال: يندرج هذا العمل في صميم جهد رابطة قنوبين للرسالة والتراث، التي تحقق مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس بتوجيه من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وكشف ان الخطوة اللاحقة ستكون العناية بموقع مار سركيس ناحية كفرصارون من الديمان الذي يحتضن آثار هجمة المماليك عام 1283 من بقايا الكنائس وهياكل شهداء تلك الهجمة.
النهار