قبل يوم على زيارة البابا فرنسيس إلى إيرلندا لمناسبة الاحتفال باللقاء العالمي التاسع للعائلات 2018 عقد مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي السيد غريغ بورك مؤتمرا صحفيا في الفاتيكان سلط فيه الضوء على زيارة البابا فرنسيس – الرابعة والعشرين خارج الأراضي الإيطالية – يومي السبت والأحد المقبلين وأهم المحطات التي ستتخللها لافتا إلى أن الزيارة ستطبعها فترات من الصلاة على هامش البرنامج الرسمي.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع المسؤول الفاتيكاني أكد فيها أن الزيارة ستكون قصيرة من حيث المدة لكنها مفعمة باللقاءات والأحداث، مشيرا إلى أن البابا يريد الاحتفال بهذا الحدث مع العائلات المشاركة في اللقاء. وذكّر بأن فرنسيس سيرأس مساء السبت أمسية صلاة على أن يحتفل صباح الأحد بالقداس. ولفت بورك أيضا إلى لقاء سيجمع البابا فرنسيس مع عدد من الأزواج في كاتدرائية دبلن، من بينهم عدد من المتزوجين الجدد وآخرون يستعدون للزواج.
في رد على سؤال بشأن التعديات الجنسية على القاصرين والأطفال من قبل رجال الدين الكاثوليك في إيرلندا وهي مسألة تطرق إليها البابا فرنسيس في الرسالة التي وجهها إلى “شعب الله” متحدثا عن جريمة ولّدت جراحا عميقة، قال مدير دار الصحافة الفاتيكانية إن برنامج زيارة البابا يشمل أيضا وقفة صلاة في كابلة الكاتدرائية حيث توجد شمعة مضاءة إحياء لذكرى ضحايا هذه التعديات الجنسية. وأضاف أن فرنسيس سيتوقف للصلاة بصمت في تلك الكابلة، لافتا إلى أن البرنامج الرسمي لا يتضمن لقاء بين البابا وضحايا هذه التعديات مع أن لقاءات من هذا النوع تتم عادة في جميع البلدان التي زارها البابا وحصلت فيها هذه التعديات. إذا من المرجح أن يجتمع البابا إلى هؤلاء الضحايا على هامش البرنامج وسيُقرر هؤلاء ما يريدون الكشف عنه حول مضمون اللقاء، وذكّر بورك بأن الهدف الأول والأساسي لزيارة البابا إلى هذا البلد يتمثل في المشاركة في اللقاء العالمي التاسع للعائلات.
وفي معرض حديثه عن الأوضاع التي تعيشها العائلات الإيرلندية اليوم عبر مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي عن اعتقاده بأن إيرلندا تحافظ على تقاليدها الكاثوليكية العريقة، مع أن المجتمع المحلي شهد في السنوات الماضية ميلاً سريعاً نحو العلمنة. وأكد أن العائلات في هذا البلد تواجه تحديات كبيرة، وهذه التحديات آخذة بالنمو. وذكّر بورك بأن البابا فرنسيس يؤمن بأن الأسرة تبقى مدرسة تعلّم الفضائل، وفي كنف العائلة يتعلّم الشخص كي يفكّر بالآخر، لا بنفسه وحسب، ولهذا السبب بالذات يتحدث البابا دوماً عن أهمية العائلة بالنسبة للمجتمع، بالتالي ينبغي أن تتمتع جميع الأسر بالدعم اللازم.
يشار هنا إلى أن البابا فرنسيس وفي رسالته إلى شعب الله شدد على ضرورة أن تعترف الكنيسة وتدين بمشاعر الألم والعار الأفعال الفظيعة من قِبل المكرسين والإكليروس، وأيضا من قِبل مَن كان عليهم الرقابة وحماية أكثر الأشخاص ضعفا، لافتا إلى أن الوعي بالخطايا يساعدنا في التعرف على أخطاء وجرائم وجراح الماضي ويَمكننا من الانفتاح على التزام أكبر في الحاضر في مسيرة ارتداد متجدد.
إذاعة الفاتيكان