تتّخذ مؤسّسات إعلاميّة عالميّة وعربيّة كبيرة من «مدينة دبي للإعلام»، مقرًّا لها في المنطقة العربيّة، من وكالة «رويترز»، إلى «سي أن أن»، و«بي بي سي»، و«فاينانشل تايمز»، وصولاً إلى مجموعة «أم بي سي»، وشبكة «أو أس أن». تستفيد تلك المؤسسات من مدينة ذكيّة، توفّر البنى التحتيّة والأطر اللوجستيّة والعمليّة للبثّ.
يروي المدير العام للمجمع الإعلاميّ في «تيكوم للاستثمارات» محمّد عبد الله في حوار مع «السفير» من مكتبه في دبي، مراحل ولادة المدن المتخصّصة المنضوية تحت «دبي القابضة». «بعدما بدأ العالم بالتوجّه نحو اقتصاد المعرفة، نما قطاع التكنولوجيا بشكل هائل، وأهمّ مثال على ذلك هي منطقة «سيليكون فالي» في كاليفورنيا، فتوجّهت حكومة دبي في العام 2000، لإنشاء مدينة تقوم على تبادل الخدمات تحت مبدأ المنطقة الحرّة الذي بدأ في ميناء جبل علي، وتمّ تأسيس «مدينة دبي للإنترنت». بعد ذلك برزت الحاجة إلى إطلاق فكرة مكمّلة لقطاع التكنولوجيا، فتأسّست «مدينة دبي للإعلام» في العام 2001».
خلال 13 عاماً استقطبت «مدينة دبي للإعلام» مؤسّسات مختلفة تُعنى بالبثّ التلفزيوني، والنشر، والإعلانات، والتسويق، وتنظيم الفعاليّات، والإعلام الجديد وغيرها، وذلك بفضل عاملين أساسيّين، بحسب عبدالله وهما «الرخصة التي تمنحها المدينة للمستثمرين أي تأمين الإطار القانوني، إضافة إلى المساحة المكتبيّة كي تمارس الشركة الإعلاميّة نشاطها التجاري».
في العام 2005، برزت الحاجة إلى مساحات إضافيّة لتلبية حاجات خاصّة على مقياس أضخم مثل الإنتاج التلفزيونيّ والسينمائي، فتمّ تأسيس «مدينة دبي للاستوديوهات» على مساحة تتجاوز 22 مليون قدم مربع. ومواكبة لقطاع الطباعة والنشر في السنة نفسها، تمّ إطلاق «المدينة العالميّة للإنتاج الإعلاميّ» المخصّصة لمستودعات الطباعة والتغليف والتوزيع. وبالإضافة إلى المجمع الإعلامي الذي يحضن ألفيْ شركة مسجّلة في مدينة الإعلام والاستوديوهات والإنتاج والمجمع التكنولوجيّ، تملك «تيكوم للاستثمارات» مجامع متخصّصة تتكامل في مجالاتها، منها المجمع التعليمي، والعلمي، وتصميم الأزياء.
يشير عبد الله إلى أنّ الحديث عن أنّ مدينة الإعلام مكانها الأساسيّ كان بيروت ليس دقيقاً، فالمفهوم بحدّ ذاته ليس حكراً على أحد، والدليل هو المدينة الإعلاميّة في مصر، ونظيرتها في الأردن. «إنّما دبي وجدت الفرصة والعوامل التي تضافرت لتؤسّس بيئة منتجة للإعلام والاستثمارات الأخرى». ويعزو سبب نجاح مدينة الإعلام إلى «كونها ذات موقع استراتيجي أكسبها صفة تجاريّة في الخليج العربي، إضافة إلى قربها من ميناء جبل علي، ومطاريْ دبي ومرور «دبي مترو» فيها، ناهيك عن التسهيلات اللوجستيّة وميزة الملكيّة الكاملة للشركة دون الحاجة إلى كفيل مواطن».
انتقلت مجموعة «أم بي سي» من لندن إلى «مدينة دبي للإعلام» في العام 2002. وقد تمّ إطلاق استوديوهات O3 للإنتاج الدرامي التابعة لـلمجموعة في «مدينة دبي للاستوديوهات» في نهاية العام 2012 «بهدف إنتاج محتوى تلفزيوني درامي وبرامجي نوعي بمواصفات عالمية، مما يتيح محاكاة كل من «هوليوود» و«بوليوود»، خصوصاً لناحية الإبداع والإمكانات، على غرار تقنية Stargate العالميَّة للمحاكاة البصريَّة المتعدّدة الأبعاد، والمعروفة باسم الشاشة الخضراء»، بحسب المتحدّث الرسمي باسم مجموعة قنوات «أم بي سي» مازن حايك في حديثه لـ«السفير».
يشير حايك إلى أنّ فكرة نقل مقرّ «أم بي سي» بشكل كلّيّ أو جزئيّ من مدينة الإعلام إلى مدينة الاستوديوهات على المدى البعيد واردة، «فنقل جزء كبير من الأعمال الإنتاجية البرامجية والسينمائية والتلفزيونية إلى هناك، قد بدأ فعلياً وعملياً، وهو حالياً قيد التوسّع ليتناسب مع طبيعة العملية الإنتاجية ومتطلّباتها».
السفير / رنا داود