في وقت تستعد فيه البلاد للزيارة البابوية نظم معهد الدراسات الاجتماعية والاقتصادية مؤتمرا بعنوان “الكنيسة في موزمبيق، الأمس واليوم” في العاصمة مابوتو خلال الأيام القليلة الماضية. وقال المنظمون إن هذا اللقاء يرمي إلى النظر في العلاقات القائمة بين الدولة والديانات المتعددة المتواجدة في البلاد وذلك في ضوء العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية.
وفي سياق حديثه عن الأوضاع الكنسية في هذا البلد الأفريقي أوضح الكاهن بونو أن الجمعية التي ينتمي إليها، أي جمعية العائلة المقدسة، أبصرت النورَ في مدينة برغامو الإيطالية وهي تنشط في منطقتين في موزمبيق منذ أكثر من عشرين عاما. ففضلا عن النشاطات التي تنظم في الرعية التي يديرها المرسلون الإيطاليون، هناك عدد من دور الحضانة في بعض قرى منطقة ماكسيكس، بالإضافة إلى مركز للشبيبة وجامعة يتابع فيها حوالي أربعة آلاف وخمسمائة طالب تحصيلهم العلمي. وعبّر عن قناعته الراسخة بأن الطريقة الفضلى لمساعدة الشعب تكمن في توفير التعليم له. وقال إن الثروة الأكبر التي تتمتع بها موزمبيق، وهذا ينطبق على القارة الأفريقية بصورة عامة، تتمثل في الحضور الكبير للشبان، القادرين على متابعة تحصيلهم العلمي وتطوير خبراتهم وكفاءاتهم. ولفت إلى أن هذا الأمر يشكل بحد ذاته تحدياً كبيراً بدأ يعطي ثماره موضحاً أن نسبة خمسة وسبعين بالمائة من مجموع عدد سكان الموزمبيق هم دون الخامسة والعشرين من العمر. وأضاف أن الحكومة استثمرت كثيرا في مجال التعليم، أما اليوم فيمكن التحدي الأكبر في جودة هذا التعليم ونوعيته.
بعدها تحدث الكاهن بونو عن خبرات التبادل التي حصلت خلال السنوات الماضية وشاركت فيها مجموعات عدة من الشبان والشابات الإيطاليين القادمين من الرعايا والجامعات. وأشار إلى أن هؤلاء توجهوا إلى البلد الأفريقي كي يتفاعلوا مع الشبان المحليين ويطلقوا معهم عددا من المشاريع ترمي إلى تحقيق التنمية على الأرض. وقال إن هذه المبادرة كانت محفّزة جداً ونتجت عنها أيضا استضافة عدد من الشبان الأفارقة في إيطاليا.
ولم يخف المرسل الإيطالي قلقه حيال عدد كبير من المشاكل التي ما تزال تعاني منها البلاد على الرغم من الدفع القوي الذي شهدته عملية إعادة الإعمار بعد عقود من الصراع المسلح. وأشار على سبيل المثال إلى الأوضاع الصحية قائلا إن موزمبيق هو البلد حيث يوجد أقل عدد من الأطباء نسبة إلى مجموع عدد السكان إذ يصل هذا العدد إلى ثلاثة أطباء لكل مائة ألف نسمة! وهي نسبة لا يمكن القبول بها، كما قال. وأوضح أن أساس المشكلة يكمن في غياب التنشئة والتأهيل، لافتا إلى أن نسبة كبيرة جداً من المواطنين تُجبر على اللجوء إلى معالجين لا يتمتعون بأي كفاءات ما يولد أضرارا جسيمة لدى الأشخاص.
وفي إطار حديثه عن الاستعدادات الجارية لاستقبال البابا فرنسيس الذي سيصل إلى موزمبيق في الرابع من أيلول سبتمبر المقبل قال المرسل الإيطالي إن المواطنين ينتظرون بفارغ الصبر وصول البابا والاستعدادات جارية على قدم وساق في جميع رعايا البلاد. والشبان يقومون بالتحضيرات اللازمة لهذه الزيارة منذ أشهر، وهم يجمعون الأموال اللازمة لنقل الأشخاص لاسيما المقيمين في المناطق البعيدة عن العاصمة مابوتو. وأضاف أن النشرات الإخبارية المتلفزة تقدّم يومياً تقارير ومعلومات بشأن زيارة البابا والهدف من هذه الزيارة. وختم حديثه لموقعنا الإلكتروني قائلا إن هذا الحدث لا يستقطب اهتمام المواطنين المسيحيين وحسب بل أيضا المسلمين والهندوس الذين أبدوا حماسة كبيرة لهذه الزيارة وهم ينتظرون من البابا فرنسيس كلمة تشجيع على تحقيق السلام. وأكد بونو أن أهالي موزمبيق مدعوون إلى عدم إضاعة هذه الفرصة، وهم يتطلعون إلى الآفاق الجديدة التي ستنتج عن زيارة البابا إلى موزمبيق.
أخبار الفاتيكان