وقّع رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش اليسوعي ورئيس مؤسسة بوغوصيان جان بوغوصيان إتفاقاً لإنشاء مركز للوثائق الفوتوتوغرافية في المكتبة الشرقية في الجامعة، مهمته “إعادة نبض الحياة” لـ70000 صورة جمعتها أجيال من الآباء اليسوعيين منذ القرن التاسع عشر في بلدان عدة مارسوا فيها رسالتهم، أي في لبنان، سوريا، أرمينيا ومصر”.
إطلاق هذا المركز جاء في مؤتمر صحافي نظمه الفريقان في قاعة ليلى تركي في الطابق الأرضي من المكتبة. وفي تفاصيل المشروع ذكر مدير المركز ليفون نورديغيان أن “إنشاء هذا المركز الذي سيضم أيضاً إلى الصور تاريخ التصوير الفوتوغرافي في الشرق الأوسط وكل مراحل تقنيات التصوير ممثلة في هذه المجموعة”.
ذاكرة وتاريخ
وعدّد نورديغيان مكونات المركز وتشمل إعداد غرفة مزودة نظام تحكم بالحرارة والرطوبة وبأجهزة أخرى مناسبة. وأكد أن “الجامعة وضعت في تصرف المشروع مركزا بمساحة 100 متر مربع في الطبقة الأرضية من المكتبة الشرقية”. والأهم وفقاً لنورديغيان “أن يتم تنظيم مجموعة الصور وتوفير الحماية لها من خلال الحفاظ عليها في خزائن وعلب ومغلفات غير أسيدية، وجرد المجموعات وترقيمها من أجل إدارة وتوزيع محتوياتها واستعمالها عبر الأجهزة المناسبة من كومبيوترات والآت الكرتونية وتدريب عدد من الموظفين المتخصصين للغاية”.
وحدد البعد التربوي والعلمي للمشروع والذي يترجم عملياً بإنشاء” متحف صغير للصور الفوتوغرافية في بهو المكتبة الشرقية، حيث ستعرض الالآت التي صوّرها الآباء وإعداد منصات لعروض موقتة في بهو المكتبة وتنظيم عروض موقتة ذات طابع تراثي وإنشاء مكتبة متخصصة بالتصوير الفوتوغرافي ونشر البومات عن المجموعة”.
من جهته، اعتبر بوغوصيان “أن مشاركة المؤسسة في المحافظة على هذا التراث امر في غاية الأهمية، لاسيما وان الرطوبة كان لها أثرها الواضح على الصور، فضلا عن أن التحلل أصاب مجموعة كبيرة منها”. وعرض لواقع عمل المؤسسة التي تتوجه للدعم الإنساني في بلدان عدة منها لبنان وسوريا، معتبراً أن المشروع الحالي يصبو إلى إدراج لغة عالمية من خلال الفن للتحاور بين البشر”.
أما رئيس الجامعة الأب دكاش فقد اعتبر أن “ليس مجرد توقيع إتفاق بين شخصين أو بين مؤسستين بل هو لقاء بين جامعة القديس يوسف ومؤسسة بوغوصيان على قضية تعنى بمجموعة صور فوتوغرافية منذ القرن التاسع عشر والتي تشكل تراثاً نقله إلينا عدد من اليسوعيين القدامى، لا سيما ممن كانوا يمتهنون التصوير ومنهم مارتين بري والأب يوسف دولور…”.
وبعد شرحه لأهمية المكتبة الشرقية ومحتوياتها في ميادين علم الآثار، الأديان، التاريخ، الجغرافيا، الفلسفة، الأدب، الفن، علم اللغة والإسلام، أعلن دكاش “الحاجة الى إقحام المكتبة الشرقية في زمن العالم الرقمي كوسيلة لرفع من مكانة محتوياتها…”.
النهار