احتفل البابا فرنسيس في الفاتيكان بأول قداس في هذه السنة، في تذكار مريم أم الله المصادف أيضًا يوم السلام العالمي. وقال البابا في مطلع العظة: “تعود إلى ذهننا اليوم الكلمات التي قالتها أليصابات للعذراء القديسة: “مباركة أنت بين النساء ومباركة ثمرة بطنك! من أين لي أن تأتي إليّ أم ربي؟””.
تأتي هذه البركة في استمرارية مع البركة الكهنوتية التي يقدمها الرب لموسى لكي ينقلها إلى هارون وإلى جميع الشعب. ” يُبارِكُكَ الرَّبُّ ويَحفَظُكَ. يُضيءُ الرَّبُّ بِوَجهِهِ عَلَيكَ ويَرحَمُكَ. يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجهَهُ نَحوَك، وَيَمنَحُكَ السَّلام”.
تذكرنا الكنيسة أن مريم هي متلقية هذه البركة. ففيها تجد هذه البركة ملئها. فأي شخص أشع فيه وجه الله مثل مريم، التي أعطت وجهًا بشريًا للكلمة الأزلي؟”.
وتأمل البابا بجسد المسيح الذي نشأ في حشا مريم العذراء متحدثًا بعدم الانفصال بين مريم والفادي.
العذراء القديسة هي “امرأة الإيمان” التي أفسحت لله مكانًا في قلبه وفي مشاريعها؛ هي المؤمنة القادرة أن تقبل عطية الابن الآتي في ملء الزمن.
لذا “لا يمكننا أن نفهم يسوع دون أمه”.
كما وشرح الأب الأقدس أنه لا يمكن الفصل بين المسيح والكنيسة، لأن الكنيسة ومريم تسيران معًا وهذا هو سر المرأة في الجماعة الكنسية. “فلا يمكن أن نفهم سر الخلاص الذي أتمه يسوع دون اعتبار أمومة الكنيسة”.
في خدمتها ورسالتها تقوم الكنيسة بدور الأمومة، فكأم هي تحضن وتحرس يسوع وتقدمه إلى الجميع بفرح وسخاء. وما من تجلٍ ليسوع، مهما كان صوفيًا، يستطيع أن يكون منفصلًا عن جسد ودم الكنيسة، عن البعد التاريخي لجسد المسيح. فمن دون المسيح، يضحي المسيح فكرة، شعورًا.
وبما أن المسيح هو البركة لكل إنسان ولكن البشرية، عندما تقدمه لنا الكنيسة، إنما هي تقدم لنا ملء البركة.
ومريم هي التي تفتح طريق الأمومة هذا أمام الكنيسة وتساند رسالتها الأمومية بين البشر.
في هذا الإطار، طلب البابا شفاعة العذراء مريم، في يوم السلام العالمي، لكي تشفع لنا فيمنح الرب السلام للعائلات وبين الأمم. وتطرق البابا بشكل خاص إلى موضوع رسالة هذا العام: “لا عبيد بعد الآن بل إخوة”. وقال: “جميعنا مدعوون لكي نكون أحرارًا، لكي نكون أبناء وكلُّ بحسب مسؤولياته، ولكي نصارع أشكال العبودية الحديثة.
د. روبير شعيب / زينيت