كتب بسام أبو زيد في نداء الوطن
حتى محور الممانعة الذي يضع أتباعه روسيا في عداده، ليس مهتماً بخروج لبنان من الأزمة التي يعاني منها، وقد لمس ذلك زوار العاصمة الروسية موسكو الذين سمعوا وتأكدوا أن الوضع السياسي في لبنان ليس على جدول أولويات موسكو التي لا تتدخل لا من قريب ولا من بعيد في الاستحقاق الرئاسي.
وقال هؤلاء الزوار إنّ موسكو مشغولة حالياً بالحرب في أوكرانيا وكيفية التصرف إزاء الدور الأميركي والأوروبي فيها، وما يستتبع ذلك من تطوير العلاقات مع الصين ومع إيران ومع دول عربية في شمال أفريقيا.
وكشف هؤلاء الزوار أنّ الروس يعملون على تطوير علاقاتهم في شكل لافت مع الدول العربية في الخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية، ويبدو أنّ الروس قرروا لعب دور في أزمة اليمن بين السعوديين والإيرانيين ويحاولون إيجاد قواسم مشتركة بين الطرفين يبنى عليها من أجل إطلاق مسار الحل هناك.
وقال زوار موسكو إنّ المسؤولين الروس يعتقدون أنّ أي اتفاق بين الرياض وطهران سيفتح الطريق أمام المملكة العربية السعودية من أجل أن تعود للعب دورٍ أساسي في الساحتين اللبنانية والسورية والمساعدة في إيجاد حلولٍ للأزمات في هذين البلدين.
وفي سياق الحديث عن الدور الروسي في المنطقة لفت مراقبون إلى أنّ هذا الدور ظهر ضعيفاً جداً في الوقوف إلى جانب سوريا في كارثة الزلزال التي أصابتها ولم ير العالم فرق الإنقاذ الروسية تتدفق إلى سوريا ولا حتى فرق الإنقاذ التي يعتبرها أتباع محور الممانعة أنها تدور في فلكهم، فهل كان مثلاً حجم التدخل الإيراني في عمليات الإنقاذ أي انتشال الضحايا والأحياء من تحت الأنقاض على المستوى المطلوب؟ هل كان التدخل الصيني على هذا المستوى فاعلاً أيضاً؟
لقد أراد النظام في سوريا والدائرون في فلكه تغطية عجز المحور الذي ينغمسون فيه حتى عن القيام بأعمال الإغاثة الفاعلة، بالتذرع بـ»قانون قيصر» الأميركي ولم يقاربوا عجز القيصر الروسي عن التحرك بفعالية للمساعدة في مواجهة كارثة الزلزال وتداعياتها.