“ليبانون ديبايت” – كارين بولس:
حالة من الحزن خيمت أمس على الشارع الأردني بعد نشر تنظيم “الدولة الاسلامية – داعش” فيديو يُظهر حرق الطيَّار الأردني معاذ الكساسبة حيَّا. ومن جانبها، نددت الكنائس المسيحية في الأردن بـ”الجريمة البشعة ضد الإنسانية التي استهدفت الشهيد الطيار البطل معاذ الكساسبة”، داعيةً إلى قرع أجراس الكنائس اليوم عند الساعة 12 ظهراً حزناً ورفع القداديس والصلوات عند الساعة 6 مساءً، “من أجل روح شهيد الوطن، وفقيد الأسرة الأردنية”.
الأب رفعت بدر، مُدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، وفي حديثٍ إلى موقع “ليبانون ديبايت”، دان بدوره “الجريمة بكل الأوصاف، لأنَّها جريمة قتل علنية وفيها تمثيل بجسم الإنسان وهذا يُعتبر انتهاك صارخ لحقوق الانسان وكرامة الانسان وحياته المقدسة”.
ولفت إلى أنَّ “الطريقة التي ارتكبت فيها الجريمة طريقة بشعة جداً ولم يحدث لها مثيل في التاريخ. بالفعل إنَّ من ارتكب هذه الجريمة ليس لديه ذُرَّة من الانسانية، مع كل أسف هناك ضمير انساني غائب ونائم ولا شك أنَّه همجي وإنحدر يوم أمس إلى المنطق الحيواني ولم يكن هنالك أي إنسانية في الموضوع”.
وأضاف “هذه جريمة ضد الانسانية وليست فقط بحق شخص أردني ومواطن عربي وإنما هي بحق كل شريف وفاضل ومُستحب وجميل في حياتنا الإنسانية”، مؤكِّداً أنَّ “كل المنافذ والأبواب أغلقت على أي فكر أراد المتطرفون أن يزرعنوه في الجسم الأردني وفي النسيج الأردني الواحد”.
وفي هذا السياق، قال “أرادوا أن يخلقوا بلبلة وفتنة داخل الصف الأردني لكن ما يُوحده منذ يوم أمس والحمدالله التماسك والتعاضد هناك التضامن الذي نُسميه طبعاً في كل فخر واعتزاز الوحدة الوطنية خلف القيادة الهاشمية، هذا ما يُشجعنا بأنَّ هذه الجريمة لن تُضعف عزيمة الأردنيين ولن تُقسمهم أبداً بل هم ماضون في خدمة مجتمعهم الواحد”.
وتابع الأب بدر “مع هذه الجريمة البشعة هناك توحد إسلامي -مسيحي وألفة إسلامية – مسيحية تمثلت بالصلاوات التي رُفعت من المساجد عن روح الشهيد الغائب ظهر اليوم والأجراس التي قُرعت حزناً في كافة الكنائس في نفس الوقت، تناغم جميل جداً نأمل أن نخرج منه بتصميم أكثر على اللحمة الوطنية الغالية وحكمة المُجتمع توحدنا، الدم الآن يوحدنا ولا فرق بين مسيحيّ أو مسلم في الشهادة، الوطن واحد وقد قدم المسيحيون على مدار التاريخ شهداء كثيرين كما قدم المُسلمون واليوم هم يتحدون بهذا الدم العربي الذي يُراق بدون سبب وبدون أي ذرة انسانية”.
وإذ أشار إلى أنَّ “الأردن كردة فعل نفذ حكم الاعدام بسجينين لديه اليوم كان قد حكم عليهما بالإعدام”، أضاف “بغض النظر إن كنا مع عقوبة الإعدام بشكلٍ عام أم لا لكن أرى أن الأردن لم يتعامل مع هذه القضية بالمثل أي بالحرق وإنما بالشنق ولم ينحدر إلى المستوى الحيواني الذي انحدر إليه المتطرفون يوم أمس عندما حاولوا بالفعل التنكيل بالجسم البشري وهذا بالفعل جريمة صارخة ضد الإنسانية”.
وقال: “مساء هذا اليوم سوف نُقيم قداديس في مُختلف الكنائس؛ بعد أن قُرعت الأجراس الساعة 12 ظهراً وستُقام القداديس والصلاوات الخاصة بجناز الشهيد الساعة 6 مساءً وسوف نُصلي من أجل المزيد من الأمن والإستقرار في بلدنا العزيز وعودة الإستقرار أيضاً إلى البلدان العربية المُجاورة”.
وأضاف: “قد يكون هناك زيارة إلى منزل الشهيد لتعزية والديه وزوجته بهذا المصاب الذي لا يخصهم وحدهم وإنما يخص كل الأردنيين، بعد الزيارة قد يكون هناك مسيرة شموع صامتة تُنظم بين رؤوساء الكنائس في الأردن”.
وختم إنَّ “كل المُجتمع الأردني واعٍ ومُتضامن وهذا المصاب أصاب كل العائلات الأردنية ولكن هذا لن يمنع الأردن عن الإستمرار في منطق الإعتدال والوسطية الذي ينتهجه منذ قرون”.