مسيحيو نينوى يستغيثون… وافرام يدق عبر الكلمة اونلاين ناقوس الخطر

تطرح الأنباء الواردة عن سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية للعراق وبلاد الشام داعش على محافظة نينوى العراقية تساؤلات كثيرة: ما دلالات وانعكاسات ذلك على المسيحيين هناك؟ وكيف يبدو وضعهم اليوم بعد سقوط نينوى؟

لا شك في ان ما يحصل في نينوي يقول رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام للكلمة اونلاين مخيف ويرى فيه تفتتا للدولة وانحلالا لها وتصاعدا مذهلا للاصوليات والتداعيات ستصل حتما الى القوى الضعيفة ومنها الاقليات المسيحية التي ستدفع ثمنا باهظا كونها لا يمكن الا ان تعيش تحت لواء الدولة.

ويعتبر افرام ان اغلبية المسيحيين داخل الموصل الذين كانوا يعدون نحو 10 الاف مسيحي سيضطرون اليوم الى ترك البلاد والهجرة تفاديا للعنف والبحث عن مأوى في مناطق اخرى، والاخطر ان الوضع في سهل نينوى، آخر معقل مسيحي كبير في العراق، اصبح مفتوحا على مناطق الحسكة والقامشلي ودير الزور والرقة في سوريا ما يجعلها امارة اسلامية كاملة تتجاوز الحدود. فكيف ستتعامل داعش مع هذا الحضور المسيحي الموجود في سهل نينوى والذي كان مسرحا للاضطرابات الكبيرة ؟ يتساءل افرام.

الوضع يقول افرام لموقعنا لا يتعلق فقط بمسيحيي العراق انما يتعلق بمعنى ومفهوم الدولة في العراق وفي سوريا، وهناك علامة استفهام كبيرة مطروحة على الدولة العراقية كما على الدول العربية وعلى الغرب مفادها، كيف استسهال اخذ هكذا مناطق كبيرة من الاصوليات؟ واي صورة ستعطيها هذه التنظيمات للحكم وللاسلام وللعروبة وللعيش المشترك وللدول؟ فهذا لم يعد ارهابا فقط انما اصبحت هذه االمجموعات قادرة على احتلال مدن بحجم الموصل يقول افرام.

يبدي افرام تخوفه وقلقه الكبيرين بان تكون هذه الموجة الجديدة من تهجير كامل لمن بقي من المسيحيين اما الى اربيل في كردستان التي هي بحد ذاتها في وضع خطر جدا على خلفية مناوشات كردية اصولية وفي معنى العيش الواحد في هذه الدول لافتا الى ان الرابطة السريانية تتابع الوضع الميداني وتتواصل يوميا مع المسيحيين هناك ضمن امكانياتها فالدول الكبيرة لا يمكنها ان تعالج الامر فكيف بالاحرى على صعيد الاشخاص يعلق افرام.

على اي حال، استهداف المسيحيين في نينوى على يد الجماعات المسلحة واجبارهم على الرحيل صورة تفرض نفسها بقوة في المحافظة وتفكك أواصر التلاحم والعيش السلمي لمدينة طالما عاش فيها الجميع من دون مشاكل. ولطالما كان الكثير من المسيحيين متمسكين بأرض اجدادهم ويتألمون لما وصل اليه حال المحافظة التي كانوا وما يزالون يشكلون جزءا أساسيا من مكوناتها، حيث يعيش فيها ما يناهز الـ750 الف مسيحي يمثل الكلدان سبعون في المئة منهم فيما يشكل السريان الارثوذكس والكاثوليك والاشوريون الباقي.