الذكرى الـ25 لاستشهاد الأرشمندريت نقولا بدوي (1940 – 1989) لم تمر من دون احتفاء. فقد أراد البروفسور نقولا بدوي أن “يخلّد” الذكرى في كتاب عن الراحل وقعه أمس في كنيسة بشارة السيدة في الأشرفية، في حضور وزراء ونواب ورجال دين وجمع من الشخصيات.
“مسيرة شهيد” كتاب يختزل بالكلمة والصور مسيرة بدوي، ويبقى “قليل القليل كل ما نكتبه عنه، فهو لا يختصر بكلمات”، كما يقول المؤلف في مقدمته. في 1 تموز 1989 “انطلق إلى طريق الشهادة”، بعد 34 عاماً في خدمة الكنيسة.
ويروي بدوي بداية حياة الشهيد الكنسية التي فتحت أمامه الباب للخدمة العامة وخدمة الغير. سافر إلى موسكو بعدما حاز منحة من الكنيسة الروسية لتفوقه في دراسته اللاهوتية وتخرجه فيها العام 1966، وكان لامعاً أثناء دراسته اللاهوتية في موسكو. وكرّت سبحة الزيارات إلى موسكو. يشير المؤلف إلى تمكن الراحل من لغات عدة، كالروسية والإنكليزية والفرنسية واليونانية واللاتينية والإسبانية والبرتغالية.
أما “اللافت في سيرة حياة الراحل فهو أنه سيم شماساً في سن مبكرة في الـ18 من عمره عام 1958 حين رسمه المتروبوليت إيليا الصليبي. ثم رُفع أرشيدياكوناً عام 1964 ثم إلى درجة الكهنوت والأرشمندرتية في حضور مطران روسيا وممثل المتروبوليت نيقوديم في بطريركية موسكو. في هذه الفترة من عام 1968 تسلم مركز رئيس ديوان المطرانية حتى تاريخ استشهاده… رتّب كل الملفات المتعلقة بالديوان. والمعروف عنه أنه تميّز بكتابته الوثائق الرسمية بخط جميل جداً قل مثيله”.
وأشار المؤلف إلى أن الراحل كان لديه حب الاطلاع والمعرفة. هذا إلى جانب حبه العطاء والخير. “حدّد يوم الاثنين من كل أسبوع على مدار السنة مائدة محبة للمسنين تقوم بإعدادها سيدات الرعية وما زالت تقام حتى اليوم. عمل على جمع الشبان والشابات في الكنيسة من لجان تعمل على تحسين كل ما له علاقة بالكنيسة وتجميله”.
“لم يكن أحد يعلم حجم المساعدات المدرسية والجامعية من الناحية التربوية أو المساعدات العينية الشهرية للعائلات المستورة أو الهدايا التي كان يحضّرها قبل عيدي الميلاد والفصح… وفي كل ذلك لم يكن يقبل أو يرضى أن تعلم يساره ما فعلت يمينه”، وفق ما يقول بدوي في كتابه.
ويورد المؤلف في كتابه كلمة المتروبوليت الياس عوده في دفن بدوي، وجاء فيها: “وجدنا في أخينا صفات كثيرة، رأيناه المرنّم الفريد الذي صدحت الكنائس بصوته فأحببناه. كذلك كان إنساناً غيوراً محباً لله. هذا الإنسان سكب فيه الله نعماً وغيرة”.
النهار