احتفل رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر في القداس الإلهي في مناسبة بدء السنة الطقسية في كاتدرائية مار جرجس في بيروت، يحيط به المونسنيور اغناطيوس الأسمر والمونسنيور أنطوان عساف والأبوان دومينيك لبكي وإيمانويل قزي، وشارك فيه لفيف من كهنة رعايا الأبرشية ومؤسساتها الآكاديمية والتربوية و لجانها الراعوية وأعضاء المجلس العام الماروني ومصلون.
وبعد الإنجيل المقدس ألقى المطران مطر عظة تحدث فيها عن “معاني المناسبة والأعياد التي يحتفل بها المسيحيون خلال السنة الطقسية التي تبدأ مع تقديس البيعة”، وقال: “جئنا إلى هذه الكنيسة الكاتدرائية مثلنا في كل سنة لنقيم القداس الالهي في مناسبة افتتاح السنة الطقسية الجديدة أي سنة ترتيب أعيادنا المسيحية، جئنا من كل الأبرشية، ممثلين عنها كهنة وعلمانيين، لنرفع الصلاة باسم كل أبنائها وبناتها لكي يبارك الرب هذه السنة الجديدة في عشية العيد الأول فيها عيد تقديس الكنيسة وتقديس البيعة، نشكر الله أولا على أنه أعطانا ويعطينا سنة جديدة من أعمارنا، فالأعمار بيده وفي هذه السنة نحن أبناء الكنيسة، نعطى أن نتقدم في طريقنا إلى بيت الآب وأن نحقق ما يجب أن نحققه تمجيدا لله وإتماما لواجباتنا المسيحية والكنسية الملقاة علينا جميعا. نشكره على هذه النعمة إذ إننا مسافرون في بحر هذا العالم والله يعطينا هذه القدرة على السفر إليه، رفيقنا في هذا السفر ربنا يسوع المسيح، الرفيق والطريق، ، لسنا وحدنا مسافرين، الله معنا بنعمته وقوته”.
اضاف: “يعطينا الرب في هذه السنة أيضا كما في كل سنة، أن نتأمل بأسرار خلاصنا واحدة واحدة لنستفيد منها وننال نعمها شهرا بعد شهر وعيدا بعد عيد. تأملوا هذه النعم تأتينا واحدة تلو الاخرى بالميلاد والعماد وموت الرب وقيامته وحلول روحه علينا في الكنيسة، ثم يأتي في نهايات كل زمن عيد الصليب المرتفع علامة للملكوت الذي يتم في هذا الكون والذي سيتم كليا في نهاية العالم عندما يرد المسيح الملك إلى أبيه. لهذا نشكر الله على هذه النعمة العظيمة أن نحياها سنة مقدسة جديدة فيها نتقدس نحن كأبناء في هذه الكنيسة. الكنيسة، يا إخوتي جسد المسيح مرتبطة به ارتباطا لا ينفصل، هي الجسد وهو الرأس ونعترف أمام الله والناس أن الكنيسة مقدسة برأسها وقديسيها، خاطئة بأشخاصها وأعضائها، ونحن الخطأة نلتجئ إلى الله، إلى المسيح ونرتبط به ارتباطا جديدا لننال من قداسته قداسة. فالكنيسة مقدسة طالما هي مرتبطة بالقدوس رأسها وحبيبها يسوع المسيح، وكل غصن ينفصل عن هذا الارتباط يتعرض لليباس. فلنستعد بداية من هذا المساء، أحد تقديس البيعة لسنة جديدة نجدّد فيها ارتباطنا بالقدوس يسوع المسيح، فنتقدس بدورنا ونتنقى ونتوب ونتطهر حتى نصبح لائقين بأن نكون أعضاء في جسد المسيح الحي السري إلى الأبد. لهذا عيد تقديس الكنيسة هو عيد تقديس أبنائها وبناتها جميعا. هو ينبوع هذه القداسة ونحن نطلب كعطشى وجائعين إلى هذه القداسة أن يمن الله علينا بها بفضل القديسين ومثل الصالحين من بيننا”.
وتابع: “نسأله تعالى أن يقدس كنيسته وأن يجعل بناته وأبنائه قديسات وقديسين جميعا من أجل أن ينقلوا قداسة المسيح إلى العالم كله، علينا مسؤولية كبيرة أن نضع نفوسنا في خدمة الله في سبيل تقديس العالم، والعالم يتقدس بالحب، بالغفران، بالآدمية، بالإنسانية، بالوفاء، بالتضحية، بمعرفة الآخر ومحبته. لذلك سنصلي في هذا العام على نية السلام في بلادنا والتفاهم بين اللبنانيين ووقف الحرب في محيطنا وأن يعود الناس بعضهم إلى بعض، فينبذوا العداوات كلها، ويعودوا أبناء لآب واحد وهو الذي في السماء”.
وختم مطر: “فليبارككم الله ويبارك مقاصدنا جميعا، وإننا في هذا القداس نحمل كل كنيستنا الابرشية برعاياها ال 135 رعية بكهنتها (140 كاهنا و25 راهبا) يخدمون النفوس وأبناء الابرشية في كل رعاياها، في جامعتها ومدارسها بأخوياتها وبكل أرض الأبرشية، بجمعياتها الخيرية، المجلس الماروني في بيروت وكل الجمعيات التي تهتم بالفقراء والمساكين وكل لجان الابرشية من الشبيبة إلى المرأة كل هذه المؤسسات نذكرهم اليوم على مذبح الرب لنكون كلنا على تنوعنا جسما واحدا في الابرشية، نحن كنيسة المسيح في بيروت وأبرشيتها، فليعطنا الرب أن ننفتح لنعم الرب علينا هذا العام فنتقدس ونزيد قداسة ونخدم الله ونشهد لمسيحه الآتي رحمة للناس جميعا. وسوف نفتتح مع البابا سنة الرحمة ونفتح باب الرب على الشرق من هذه الكنيسة”.
وطنية