رعى رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، الإحتفالات التي تقيمها رعية كنيسة سيدة البير في سن الفيل في مناسبة عيد إنتقال السيدة العذراء إلى السماء.
وافتتح مطر يحيط به الوزير السابق النقيب شكيب قرطباوي ورئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة وأمين عام المدرس الكاثوليكية الأب بطرس عازار ورئيس كهنة الرعية الخوري جورج شهوان ورئيس معاهد الحكمة الفنية الخوري جان بول أبو غزالة ورئيس جمعية سيدة البير نجيب زوين، معرضا فنيا دعت إليه جمعية سيدة البير، وعرضت فيه لوحات زيتية لأساتذة وطلاب معاهد الحكمة الفني العالية عن كنيسة سيدة البير الأثرية، والذي سيستمر حتى مساء الأحد في 16 آب الحالي، وذلك في سياق نشاط “تعرف إلى كنيسة سيدة البير الأثرية” الذي تقيمه الجمعية بإشراف كاهن رعية سن الفيل الخوري جورج شهوان.
افتتح اللقاء العائلي بكلمة ترحيب وتعريف للاعلامية مي كحالة مستشارة الرئيس الراحل الياس الهراوي تحدثت فيها عن بلدتها سن الفيل وتعلق أبنائها بالسيدة العذراء وإكرامها.
ثم ألقى الخوري شهوان كلمة شكر فيها المطران مطر على “حبه لسن الفيل ودعمه المستمر لرعيتها وحضوره الدائم في نشاطها وشكر الخوري جان – بول أبو غزاله على تشجيعه طالباته وطلابه في معاهد الحكمة الفنية العالية لتقديم رسومات عن كنيسة سيدة البير الأثرية، وقال: “في كل مرة نكتشف شيئا جديدا في هذه الكنيسة نتطلع إلى شيء آخر يكون أجمل منه وهذا بفضل العذراء مريم سيدة البير التي لا ينضب بئرها من المياه، فهي كريمة على أهلها وعلى كل من يأتي إليها متشفعا طالبا المزيد من النعم وهي تسديها لنا بواسطة ابنها يسوع الذي حول الماء خمرا وهو يحول اليوم القلوب المتحجرة،إلى قلوب تنضح حبا وسلاما وفرحا. والشكر لصاحب السادة المطران بولس مطر على رعايته لرعيتنا وعنايته بها”.
أبو غزاله
ثم ألقى الخوري جان – بول أبو غزاله رئيس معاهد الحكمة الفنية العالية، حيا فيها النشاط الذي تقوم به جمعية سيدة البير والذي لا يستطيع الإنسان أن يقف أمامه مكتوف اليدين فشاركنا في المعرض وقدم معهدنا 27 لوحة من أعمال آساتذتنا وطلابنا الفنية إلى كنيسة سيدة البير واللوحات تظهر كم أعطوا من قلوبهم لنجاح هذا المعرض الذي يكشف لزائريه المزيد عن هذه الكنيسة التاريخية والأثرية. فكان عطاء من القلب إلى قلب الكنيسة، إلى كنيسة البشر. وبشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة البير نجح المشروع وهو نجح اليوم أكثر بوجود سيدنا المطران بولس وببركته لهذا العمل والتوفيق دائما من الله. وهكذا نكون كشفنا النقاب عن حجر من حجارة كنيستنا التاريخية والأثرية”.
زوين
ثم ألقى رئيس جمعية سيدة البير نجيب زوين كلمة تحدث فيها عن المطران بولس مطر الراعي والأب الذي يعرف ما يحتاج إليه أولاده، وقال: “المطران مطر هو أب المحبة والعطاء. لقاؤنا اليوم، لا فضل لي على إقامته فالفضل يعود إلى أمنا مريم العذراء والأب جان – بول أبو غزاله، صاحب الفكرة والمبادرة التي تحققت بفضل إدارة وأساتذة وتلامذة معاهد الحكمة الفنية العالية. وما تحقق هو نتيجة حب ونتيجة رضى من أمنا مريم العذراء وبركتها المستمرة علينا لكي نعمل من أجل كنيستها. قيمة عملنا اليوم هو إظهار كنيسة قامت منذ أكثر ما ألف سنة وهي في شبه نسيان والظروف لم تساعد أجدادنا لإلقاء الضوء عليها في الأزمان الماضية. وها نحن اليوم نأخذ المبادرة لاضاءة على هذه الكنيسة الرمز. وقيمة معرض اللوحات هذا، ان الذين قاموا به، لا يربطهم شيء بسن الفيل ولا بكنيسة سيدة البير، ما يربطهم، المحبة واننا أبناء الكنيسة الواحدة”.
اضاف: “مشروع إعادة تأهيل كنيسة سيدة البير الأثرية بحاجة إلى 200 ألف دولار وبشفاعة أمنا العذراء سنحقق آماني كل محبي هذه الكنيسة. نحن أبناء هذه الأرض وآباؤها وعلينا أن نفتخر بأبائنا وأجدادنا وما قاموا به من أجل كنيستنا وأرضنا”.
المطران مطر
كلمة الختام كانت لصاحب الرعاية المطران مطر، حيا فيها كل من يخدم الكنيسة والوطن بإخلاص وكل من عمل ويعمل من أجل كنيسة سيدة البير وكنيستها الأثرية، وقال: “كنيسة سيدة البير الأثرية، لها أساسات قوية في الأرض والرب سيعطي القوة لكل من يخدمها ونحن معكم، لتعود وتظهر من جديد ليظهر من خلالها إيمان شعب وتاريخ وتراث، فنشعر عندئذ أننا موجودون وباقون في أرضنا وفي لبنان الذي لن يموت بإذن الله، وان المسيحية ستبقى. طبعا مررنا بضيق وسنستمر ولكن ربنا قال: تقووا أنا غلبت العالم. أجدادنا وآباؤنا كانوا أساس ربط كل مناطق لبنان بعضها ببعض وأقاموا الوطن المشترك الجميل، بإيمانهم الحي وصلابتهم والتمسك بحريتهم وإيمانهم والليونة بالإنفتاح على الآخر من أجل بناء وطن مشترك. الصلابة في الجبل والليونة والإنفتاح في الساحل. وانتقال أبناء الجبل إلى بيروت كان علامة من علامات لبنان الذي أتى. أمنا مريم العذراء لها الدور الكبير بحماية لبنان وأهله. ونأمل أن تزداد محبة الناس لسيدة البير لتحقيق آمال أبناء سن الفيل بإعادة تأهيل الكنيسة الأثرية التي تحمل اسم سيدة البير. كل شيء يبدأ يجب أن ينتهي، كما بدأ العمل بالمركز الرعوي سينتهي العمل في تأهيل الكنيسة بشفاعة وعون أمنا مريم العذراء. المجتمع المدني والكنسي يضع يده بيد الدولة لبناء وطن تصان الحقوق فيه”.
وطنية